قتل شخص من أصل هندي وأصيب آخر بجروح بعد أن أطلق مسلح النار عليهما داخل حانة، مساء الأربعاء الماضي، في ولاية كنساس الأمريكية. وقالت وسائل الإعلام الأمريكية إن المهاجم البالغ من العمر واحدًا وخمسين عامًا، كان يصرخ “اخرجا من بلادي” ظنًا منه أن الضحيتين تنحدران من الشرق الأوسط، كما أصيب شاب أميركي عندما حاول التدخل للسيطرة على مطلق النار، وقال من سريره في المستشفى: “اختبأت تحت الطاولة عندما بدأ بإطلاق النار”. وقال أحد أقارب القتيل من الهند “جرائم الكراهية ظاهرة جديدة، منذ أن وصل ترامب إلى الحكم لاحظناها عدة مرات”. وأضاف: “من قام بهذه الجريمة رجل يبلغ من العمر خمسين عامًا، إنه ناضج، ليس من المقبول تربية الناس على كراهية الآسيويين والشرق أوسطيين”. ارتفاع جرائم الكراهية منذ وصول ترامب ارتفعت وتيرة جرائم الكراهية في الولاياتالأمريكية منذ انتخاب دونالد ترامب رئيسًا، وهو ما كشفته شرطة نيويورك في تقرير لها بتاريخ 12 فبراير الجاري في نيويورك، حيث قالت إنه تم الإبلاغ عن 56 جريمة كراهية مقابل 31 حدث فقط بالفترة المقابلة لها بالعام المنصرم، ففي بداية شهر نوفمبر، أبلغ رجال شرطة نيويورك عن 314 جريمة كراهية، مقابل 309 تم الإبلاغ عنها في نفس تلك الفترة لعام 2015. رئيس بلدية نيويورك "بيل دي بلاسيو" قال إن الارتفاع مرتبط بالعبارات خلال حملة دونالد ترامب، فيما أوضح عناصر في الشرطة والذين بشكل عام يمتنعون من التدخل بالحوارات السياسية، أنه يوجد مد وجزر في جرائم الكراهية وأنها مرتبطة باللأحداث الوطنية والدولية. جرائم الكراهية في 2016 شهدت الولاياتالمتحدة الأميركية في عام 2016، ارتفاع أحداث العنف والقتل في عدد من المدن الكبيرة، فيما زادت جرائم الكراهية ضد المسلمين بنسبة 67%. وبحسب مركز "برينان للعدالة"، التابع لكلية الحقوق بجامعة نيويورك، فإن أعمال العنف في الولاياتالمتحدة زادت العام الماضي (2016) بنسبة 3.3%، فيما ارتفعت حوادث القتل بنسبة 14%، ومن بين تلك الجرائم كانت هناك 818 جريمة كراهية في 2016، بزيادة 6% عن العام الذي قبله، وبحسب بيانات مكتب التحقيقات الفيدرالي فإن جرائم الكراهية ضد المسلمين زادت في عام 2016 بنسبة 67%، وارتفعت حالات الاعتداء عليهم من 154 في عام 2015، إلى 257 في 2016. ولعبت الخطابات المعادية للمسلمين من قبل المرشحين الجمهوريين للرئاسة الأميركية وأبرزهم دونالد ترامب، الذي فاز في الانتخابات، دوراً مهماً في زيادة الكراهية ضد المسلمين. تقرير ال «إف بي آي» كشف تقرير لمكتب التحقيقات الفيدرالي زيادة في جرائم الكراهية ضد المسلمين من 154 جريمة في العام 2014، إلى 257 في العام 2015، لكن من المهم مقارنة جرائم الكراهية ضد المسلمين، بالجرائم المرتكبة ضد المجموعات الأخرى، حيث تشير تقديرات مركز “بيو” لاستطلاعات الرأي، إلى أن عدد المسلمين في الولاياتالمتحدة يبلغ 3.3 مليون نسمة؛ وهذا يدل على أن جرائم الكراهية ضد المسلمين زادت بنسبة 46.7% إلى 77.9% لكل مليون مسلم. وارتفعت جرائم الكراهية بشكل عام بمعدل 6.8% لتصل إلى 5850 حادثاً خلال العام بزيادة 6% عن 2014، بينها 1354 جريمة متعلقة بالدين، و 51.3 % ضد اليهود، فيما احتل المسلمون المرتبة الثانية في قائمة الأقليات الدينية التي تعرضت لجرائم الكراهية. واعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الهجمات ضد مسلمي الولاياتالمتحدة في 2015، هي الأعلى منذ 2001، الذي شهد 480 هجومًا ضد المسلمين الأميركيين في أعقاب هجمات 11 سبتمبر. فيما أشارت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إلى أن جرائم الكراهية ضد المسلمين في 2015، شملت هجمات على المساجد وجرائم كراهية، كما وقعت 37 جريمة كراهية ضد الأميركيين من أصول عربية، ونشرت وسائل إعلام عدة تقارير ترصد اعتداءات على مسلمين بعد انتخاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي وظف خطابا مليئًا بالعنصرية والتحريض ضد المسلمين والأقليات. وأوضح تقرير "اف بي آي" أن هذه الجرائم ارتكبها 5 آلاف و475 معتديا جرى التعرف عليهم، وبلغت أعداد الضحايا 7 آلاف و121 شخصا، وأشار إلى أن 1219 جريمة استهدفت ضحايا على أسس توجههم «الجنسي»، وأن العدد المتبقي من جرائم الكراهية استهدف الضحايا على أساس «العرق»، وكان نصيب السود منها 52.7 %، والبيض 18.2 %، واللاتينيين 4 %، بينما كان نصيب السكان الأصليين منها 3.4 %.