رغم الارتفاع الذي اختتمت به مؤشرات البورصة المصرية جلسات نهاية الأسبوع، محققة مكاسب سوقية بلغت نحو 8 مليار جنيه، جاء إجمالي آداء الأسبوع متباينًا، حيث شهد عدة جلسات في تراجع كبير لكافة المؤشرات؛ ما أدى إلى أن تبلغ إجمالي خسائر رأس المال السوقي نحو 19 مليار جنيه. وتراجع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية خلال جلسات الاسبوع بنسبة 3.53% بما يعادل 462.89 نقطة إلى مستوى 12651.97 نقطة بنهاية الأسبوع الحالي، بأعلى وتيرة هبوط منذ 32 أسبوعا بضغط من مبيعات المحليين، فيما بلغت قيمة التداولات على المؤشر الرئيسي 3.96 مليار جنيه، عبر التداول على 852.5 مليون سهم. وتراجع رأس المال السوقي بنحو 19 مليار جنيه، خلال الأسبوع ليغلق عند 615.3 مليار جنيه، مقارنة مع 634.3 مليار جنيه إغلاق الأسبوع الماضي، وانخفض المؤشر السبعيني بنسبة 2.26% عند مستوى 512.01 نقطة، بنهاية الأسبوع. وتراجع "إيجي أكس 100" بنسبة 3.08% عند مستوى 1220.19 نقطة، وهبط "إيجي أكس 50 متساوي الأوزان" بنسبة 1.89% عند مستوى 1957.58 نقطة. وفي معرض تعليقه على آداء جلسات الأسبوع قال المحلل المالي إيهاب سعيد، إن مؤشر السوق الرئيسى EGX30 فشل فى الحفاظ على تماسكه أعلى مستوى الدعم السابق عند 12800 نقطة؛ ليواصل تراجعه فى اتجاه مستوى الدعم التالى قرب 12580 نقطه، موضحاً أن تجاوز المؤشر لأسفل بشكل مؤقت ليقترب من مستوى 12300 نقطة بجلسة الأربعاء، قبل أن يعاود ارتداده لأعلى ويغلق مع نهاية جلسة الخميس قرب مستوى 12651 نقطه يأتي على خلفية نجاح بعض الأسهم القيادية فى التماسك بعد موجه قويه من التراجعات المتواصله امتدت لقرابة 5 جلسات متتاليه للمره الاولى منذ تحرير سعر الصرف مطلع نوفمبر الماضى. وأضاف أنه بدا واضحا تأثر السوق بشكل كبير من تباطؤ القوة الشرائية للمستثمرين الأجانب خلال الأسابيع القليلm الماضية، بعد توجه شرائى قوى امتد لنحو 12 اسبوع على التوالى، فى الوقت الذى واصلت الضغوط البيعيه القويه تأثيرها السلبى من جانب المؤسسات المحليه على كافة القطاعات وبشكل خاص الأسهم القياديه ذات الوزن النسبى العالى، مشيراً إلى ان الأسبوع شهد أيضا تراجع واضح فى متوسط قيم وأحجام التعاملات التى تراوحت بين 780 مليون الى مليار ومائة مليون بمتوسط قيم تعاملات ادنى من المليار جنيه. أما فيما يتعلق بمؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة EGX70، أوضح سعيد أنه فشل فى موصلة صعوده بعد فشله فى تجاوز مستوى المقاومه عند 525 - 530 نقطة ليعاود تراجعه صوب مستوى 506 نقطة قبل أن يغلق مع نهاية جلسة الخميس قرب مستوى 512 نقطة، على خلفية نجاح بعض الأسهم الصغيرة والمتوسطة، لاسيما تلك الأسهم ذات الوزن النسبى العالى فى التماسك، ومعاودة ارتدادها لأعلى بعد موجة عنيفة من جنى الأرباح استمرت لخمسة جلسات متتالية. وحول أبرز الاحداث التى شهدها الأسبوع المنقضى، قال المحلل المالي إن السبب الرئيسي هو التحسن الواضح لقيمة الجنيه أمام بقية العملات لينجح فى تعويض جزء كبير من خسائره ويقترب من مستوى 16 جنيهًا أمام الدولار؛ ما دفع البعض للربط بين هبوط سعر الدولار امام الجنيه وتراجع البورصه. وتابع أن الربط بينها أمر غير صحيح نسبيًا، على اعتبار أن البورصة قد بدأت موجة جنى الأرباح منذ منتصف يناير الماضى فيما بدأ الجنيه فى التحسن امام بقية العملات منذ مطلع الاسبوع الماضى فقط، بالإضافه إلى أن تحسن قيمة العمله المحليه فهو يدل على توقعات ايجابيه فيما يتعلق بالاقتصاد المصرى، وهو من شأنه أن يدعم من أداء البورصه وليس العكس. وبحسب إيهاب سعيد فإن الحدث الثاني الأبرز في هذا الاسبوع هو التعديل الوزارى، والذى لم يكن له أثر كبير على أداء السوق، لاسيما وأنه لم يشمل سوى تعديل محدود فى المجموعه الاقتصاديه يتعلق بضم وزارة الاستثمار الى وزارة التعاون الدولى وهو ما نراه قرار فى غير محله خلال الفتره الحاليه التى تحتاج فيها الدوله الى وجود وزارة مستقله للاستثمار للعمل على استعادة الاستثمارات الاجنبيه واستكمال خطة الوزارة فى حل ازمات المستثمرين العالقه منذ سنوات. وحول توقعاته لأداء كلا المؤشرين بجلسات الاسبوع الحالى، توقع أن يكون التركيز للمؤشر EGX30 منصبا خلال الاسبوع الحالى على مستوى الدعم السابق، والذى تحول الان الى مستوى مقاومه قرب 12800 - 12900 نقطه والذى قد يعوقه مؤقتا على مواصلة ارتداده لأعل، وأما فيما يتعلق بمؤشر الاسهم الصغيره والمتوسطه EGX70 فنجاح على التماسك بجلسة الخميس قرب مستوى الدعم التالى عند 505 - 500 نقطه قد يدفعه على مواصلة ارتداده لأعلى لاعادة تجربة مستوى 520 نقطه على الاقل.