حذر موقع «ذا ديلى بيست» الإخبارى الأمريكى من أن التفجيرات الدموية التى هزت القاهرة يوم الجمعة الماضى، تنذر بتزايد نمو الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة فى مصر، وتصاعد العنف الجهادى، لافتًا إلى أن التفجيرات تعد الأكبر من نوعها التى تستهدف مقرات الشرطة، وهى الأكثر دموية فى ذاكرة القاهرة المعاصرة. وقال الموقع إن تفجير مديرية أمن القاهرة الذى خلف أربعة قتلى وتسبب فى جرح ما لا يقل عن 76 آخرين، يرد على إعلان الجيش قدرته على احتواء الإرهاب والتغلب على تحدى الجماعات المتشددة الأخرى للدولة، بعد عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى. ونبه إلى أن إعلان تنظيم أنصار بيت المقدس، الذى يستلهم فكر القاعدة، مسؤوليته عن تفجير مديرية أمن القاهرة، يزيد المخاوف من أن التمرد المسلح المحدود المتركز فى سيناء بالأساس، يتجاوز شبه الجزيرة الآن ولديه القدرة على ضرب أهداف عالية المستوى فى أماكن أخرى من البلد. وردًّا على تصريح المتحدث باسم وزارة الداخلية، هانى عبد اللطيف، بأن جنود الحراسة فتحوا النار على العربة المستخدمة فى الهجوم بينما كانت تقترب من مقر مديرية أمن القاهرة، وأن الانفجار وقع خارج المقر لا داخله، قال الموقع الأمريكى إن الحقيقة أن منفذ التفجير تمكن من الاقتراب من ما يفترض بأن يكون أحد أفضل المبانى تحصينًا فى المدينة، هى بمثابة صدمة. ونقل الموقع عن محللين قولهم إن الانفجارات الأخرى التى هزت القاهرة، كانت منسقة جيدا، وتأتى ضمن هجوم منهجى ومخطط له من قبل أنصار بيت المقدس، غير أن اثنين من التفجيرات ظهر أنهما أقل تطورًا مقارنة من التفجيرين الآخرين، مما يرجح أن جماعة أخرى ربما كانت تقف وراءهما. وقال ديفيد بارنيت، الباحث المتخصص فى الجماعات الجهادية فى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، فى واشنطن، إن «الهجومين الآخرين فى القاهرة يبدوان أقل تطورًا، ويبدو أنهما حدثا بمحض الصدفة أكثر من كونهما مدبرين بالتزامن مع تفجير السيارة». وأضاف أن «التوقيت والهدف والتكتيك المستخدم فى تفجير مقر مديرية الأمن يشبه الهجمات الأخرى التى استخدمتها الجماعة الجهادية (أنصار بيت المقدس) فى عملياتها خارج سيناء. ومنذ الإطاحة بمرسى لم تظهر أى جماعات أخرى نفس القدرة والتصميم مثل أنصار بيت المقدس». وقال الموقع إن الجماعتين الجهاديتين الرئيسيتين فى مصر وهما أنصار بيت المقدس وشبكة جمال، متداخلتان ومرتبطتان بالقاعدة، وبعض المحللين يقولون إن رمزى موافى، وهو طبيب مصرى وكان مقربًا من زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، هو الشخصية التى تقوم بتشكيل التمرد المتزايد. وتابع أن عنف الجماعات المسلحة تزايد فى سيناء رغم أكبر انتشار للجيش المصرى فى شبه الجزيرة منذ عقود، وعلاقات بالجماعات الجهادية فى مصر تتنامى. وفى أغسطس أفاد الموقع أن الاستخبارات الأمريكية رصدت مكالمة بين زعيم القاعدة، المصرى أيمن الظواهرى، وممثلين ل20 جماعة جهادية، بما فى ذلك بعض الجماعات فى سيناء. كما أن الهجمات تزداد تطورًا وتزداد فى أهدافها الاستراتيجية، على حد الموقع.