فى تصويت المصريين العاملين بالخارج توقفت أمام ما حدث فى إمارة «قطر». رغم الضغوط وحملات التحريض ذهب آلاف المصريين هناك إلى سفارتهم يؤدون واجبهم ويشاركون فى الاستفتاء على الدستور. لم يسمعوا أكاذيب مفتى إرهاب الإخوان «القرضاوى» ودعواته المشبوهة، كالعادة، لمقاطعة الاستفتاء. ألقوا وراء ظهورهم كل «الزبالة» التى تصدر عن مركز الدعارة الإعلامية القطرى فى قناة «الجزيرة». تعاملوا بالاحتقار الواجب مع كل مَن يمس مصر بسوء أو يتحالف مع أعدائها أو يخون شعبها. أظن أنهم ضحكوا من تفاهة فرقة المرتزقة من لاحسى صنادل حكام قطر الذين فتحت لهم «الجزيرة» كل الأبواب ليحرضوا ضد وطنهم ويحاولوا النيل من ثورة شعبهم. فلا تكون النتيجة إلا عظيم الاحتقار لهم من كل مصرى، خصوصا من هؤلاء الذين يعيشون كرامًا على أرض قطر وغيرها من الدول العربية، يأكلون لقمة عيشهم بعرق الجبين، وليس بخيانة الوطن كما يفعل المرتزقة ومحترفو الدعارة الإعلامية فى «الجزيرة» وأخواتها! ذهب آلاف المصريين إلى مقر السفارة المصرية بالدوحة ليقولوا رأيهم. قال 97٫2٪ منهم «نعم» للدستور. كانت كلمتهم صفعة على وجه الأفاقين والخونة وأصحاب فتاوى «هو بكام النهارده!» والوجوه الكالحة التى تظهر على قناة «الجزيرة» لتقول ما يريده حكام قطر الذين لم يعرفوا «الانقلاب» ولم يجربوه، وليحرضوا ضد بلادهم وهم فى حماية القاعدة الأمريكية التى جاءت لقطر لتحمى الإسلام وتدافع عن العروبة وتناضل من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان فى أى مكان فى العالم إلا فى قطر! قبل يوم من الاستفتاء كان واحد من لاحسى صنادل حكام قطر يقول إن الدستور الجديد يبيح زواج المثليين فى مصر! قد تكون هذه أُمنية شخصية لهذا «اللاحس» ولكن عليه أن يبحث عن مكان آخر لتحقيقها غير مصر! وفى نفس اليوم كان باقى «الجوقة» الإخوانية تردد من القناة القطرية أكاذيبها حول أن الدستور الجديد يعادى الإسلام ويخاصم العروبة.. وكأن الإسلام هو ما يفعله الإخوان وحلفاؤهم من عصابات الإرهاب، حيث قتل الأبرياء وتكفير المسلمين وخيانة الأوطان واستدعاء التدخل الأجنبى الذى أوصلهم بالخداع والغدر للحكم، فكان رد الشعب فى 30 يونيو أن أسقطهم إلى الأبد وكشف خيانتهم للجميع. لكن الأدعى للسخرية على لسان مذيعة تدعى الوقار وهى تعلن فى نشرة الأخبار الرسمية أن نتيجة الاستفتاء ستكون بالقطع «نعم»، ثم ترجع ذلك إلى أن من يعارضون الدستور هم الآن فى السجون! طيب.. فى السجون الآن بضع مئات متهمون بجرائم شتى.. من القتل إلى الخيانة. فإذا كان هؤلاء هم كل من يمثلون «لا» فى نظركم.. فعن أى «انقلاب» تتحدثون؟ وكيف يمكن أن يأخذكم أحد على محمل الجد وأنتم لا تملكون إلا منبرًا للأكاذيب فى «الجزيرة» وأخواتها، وعصابات للإرهاب تتصور أنها قادرة على هزيمة دولة وشعب وجيش اتحدوا جميعًا للدفاع عن الوطن؟! مشكلة كل هؤلاء.. من الإخوان وحلفائهم من عصابات الإرهاب، ومن يدعمونهم ويرعونهم من أجهزة المخابرات العالمية وعلمائها فى المنطة.. مشكلتهم الأساسية أنهم لا يعرفون مصر وشعبها، وأنهم أيضًا لا يتعلمون من التاريخ الذى يقول لهم «لو كانوا يقرؤون أو يسمعون» إن مصر لن تسير إلا بإرادة شعبها، وقد قال الشعب كلمته فى 30 يونيو، وانتهى الأمر. بالأمس .. لم يكن لديهم ما يقدمونه لمصر إلا أن يزرعوا قنبلة أو يطلقوا سيلًا جديدًا من أكاذيبهم. بينما كانت مصر «تحتفل» بالدستور. لم يكن الزحام على اللجان هو ما أثار انتباهى، ولكن البهجة التى تملأ نفوس الناس وهى تقف فى الطوابير يملؤها الإحساس بالانتصار، والإصرار على مواصلة الطريقة. ما أجمل مصر حين تتوحد إرادتها فى مواجهة التحديات. ما أروع «نعم» حين تصفع الأعداء وتفضح الخونة، وحين تعنى أن مصر عادت لأهلها، وأن الثورة تمضى فى طريقها، وأن الرد على كل المتآمرين هو: موتوا بغيظكم!