دار «عين» للنشر نظمت مساء أول من أمس حفل توقيع مجموعة «صمت العصافير العاصية» للكاتب أشرف الصباغ، بحضور عدد من الكتّاب والمثقفين، بينما بدأت فاعليات الحفل بندوة تضمنت قراءة الكاتب لنص «قصيدة سرمدية» من مجموعته الجديدة. الناقد الدكتور محمد بدوى بدأ حديثه عن مجموعة الصباغ الجديدة، بتذكر علاقته مع الكاتب منذ البدايات حين كان يحلم بالذهاب إلى موسكو لدراسة الفيزياء النووية فى الوقت الذى كان يؤمن بالاشتراكية، وقال بدوى إنه استطاع أن يستشف رؤية الكاتب للكتاب ككل من القصة الأولى، وكان مدهشًا بالنسبة إليه، لأنه كان غير متوقع بالنسبة لمعرفته لأشرف الصباغ، موضحًا قلق الكاتب وبحثه عن شكل جديد عما اعتاد أن يكتبه، وهو يحوم حول إشكالية لم تبرز فى نصوصه من قبل وهى الهوية، وذلك ظهر من خلال التناصّ الساخر مع النص المقدس، حتى إنه وصل إلى حد الهرطقة فى بعض الأحيان. بدوى أضاف أن لغة الصباغ فى مجموعته الجديدة تتراوح ما بين «الواقعية اليومية» ولغة الشعر لمحمود درويش وأمل دنقل، مشيرًا إلى أن إشكالية الهوية تجلت مرة أخرى بالمجموعة، فى قصة «السيوفى» التى تقدم العالم التقليدى الأثير للقصة القصيرة من خلال منطقة الوايلى، وفى فترة السبعينيات خصوصا ثورة يناير 1977، وتجسيد نبل الفقراء عن طريق البطل الفرد، وهو «السيوفى» الذى يقدم بديلًا للمستغل مدعى الاشتراكية صاحب المصنع، لافتا إلى أن ذلك ظهر فى اختيار عنوان المجموعة «صمت العصافير العاصية». بدوره، الشاعر والناقد شعبان يوسف أيد بدوى فى موضوع القصة، مضيفًا أن أشرف الصباغ يتاخم حدود الشع، وأن هناك استدعاء وتشابكا مع التراث، أشار يوسف إلى أن شخصية «السيوفى» هى النموذج الثالث عند ألبير كامى بين الثائر والمتمرد. وأوضح يوسف أن أشرف فى قصته «السيوفى»، حاول تصوير العلاقة الجدلية بين النخبة المدعية والأخرى المطحونة الحقيقية، لافتا إلى أنها تعد تاريخا سريا لانتقاضات اليسارية أواخر السبعينيات. كما أضاف يوسف أن الصباغ حاول فى قصته «الآخر» تجسيد حالة المثقف المصرى عن طريق حالة الالتباس بين حياة البطل أو موته. بينما استمرت فاعليات الندوة وشملت طرح الجمهور لأسئلة وتبادل المناقشات، ومن ثم أعاد الصباغ قراءة مقتطفات من كتابه قبل بدء فاعلية التوقيع.