أكّدت الفنانة أروى جودة أنها كانت متشوّقة للعمل مع المخرجة آيتن أمين، بعد أن شاهدت أكثر من فيلم قصير لها، ووجدتها مختلفة ولها شخصيتها المستقلة ولا تتأثّر بأحد، بالإضافة إلى أنها بمجرّد قراءة سيناريو فيلم «فيلا 69» أعجبت بشخصية «حسين» التى يقدّمها خالد أبو النجا، وهى المحور الأساسى الذى يدور حوله الأحداث. وقالت أروى ل«التحرير»: «سعدت كثيرا بالفيلم الذى جاء بعد غيابى عن السينما 3 سنوات كاملة، اقتصرت خلالها على المشاركة فى عدد من الأعمال التليفزيونية». أروى جودة لم تجد أزمة فى قلة عدد مَشاهدها بالعمل، حيث تجسّد شخصية «سناء» حبيبة البطل، حيث أوضحت أنها كانت تعلم ذلك، خصوصا أن الأحداث تتركّز حول «حسين» الرجل العجوز المريض، وكان يظهر كشخص كئيب ويكره كل الناس ويسبّهم دائما، مشيرة إلى أن شخصية «سناء» كانت تُظهر الجانب الجيد والمضىء فى حياة «حسين»، فهو لا يكون لطيفا إلا معها ومع حفيده فقط، لذلك كان الدور مؤثّرا فى الأحداث، وواصلت أروى: «الفيلم هو التجربة الأولى لى فى السينما المستقلة، وأريد أن يكون هناك مزيد من التشجيع لهذه النوعية من الأفلام، وكل فنان يجد موضوعا جيّدا عليه أن يُقدّمه ويبدأ بالمجازفة، وهناك عديد من المخرجين أصحاب تجارب طويلة يقدمون أعمالا ولا تنجح، فالفيصل هنا هو السيناريو المحكَم، والباقى توفيق من عند ربنا، وعموما ليس من الضرورى أن يكون الفيلم نقلة، ولكنه بداية مشجّعة للاستمرار فى تقديم تلك النوعية». وعن اقتصار تصوير أحداث الفيلم على موقع واحد فقط هو الفيلا، قالت أروى: «تنفيذ هذه النوعية من الأعمال صعب جدا، لأن فكرة التصوير لمدة ساعتين أو ساعة ونصف الساعة فى لوكيشن واحد، تُضاعِف من مجهود المخرج الذى يجب أن يحرص على عدم إشعار الجمهور بالملل، وهذا يتطلّب أن تكون الشخصيات غنيّة والحوار شيقا، حتى لا يشعر المشاهد بالزهق والتكرار». مشيرة إلى أن الفيلا التى اختارتها آيتن لتصوير العمل تلائم شخصية «حسين» وتشبهه، فهى مركّبة وكئيبة بعض الشىء، كما أن آيتن بمشاركة مدير التصوير حسام شاهين حرصت على اختيار الزوايا والكادرات بشكل جعلنا نشعر أنه فيلم تم تصويره فى فترة السبعينيات، وهذا كان شيئا ممتعا، بحسب كلام أروى التى فسّرت الحالة التى عاشها بطلا العمل وقصة الحب بين العجوز والمصوّرة الشابة، بأنه بقدر جدية «حسين»، فإن لديه بعض الطفولة، كما أن الفتاة مفتقدة أهلها كثيرا، لأن والدها خارج البلاد، كما أنها تعشق كسر القواعد، وهى شخصية غريبة أيضا، وأضافت: «قصة الحب نشأت بين العجوز والمصوّرة الفوتوغرافية لوجود أشياء مشتركة بينهما، وذلك يؤدى إلى حبّ صادق جدا، فرغم فرق السن فإنهم بيلاقوا حاجة بينهم ومابيقدروش يبعدوا عن بعض». واستطردت أروى أنها استقبلت ردود أفعال إيجابية من الجمهور الذى أحسّ أن الشخصيات حقيقية، وقالت: «لم نقُم بعمل ماكياج، باستثناء بعض الرتوش على وجه خالد أبو النجا فى شخصية (حسين)، وهناك بعض الشتائم الموجودة بالعمل، لكن تم تقديمها بشكل غير مبتذل وفى السياق. وأعتقد أن الفيلم بداية لأن تأخذ السينما المستقلة حقّها، وتحصد إعجاب الجمهور من كل الفئات، خصوصا أن الفيلم ليس من أنواع الأفلام المستقلة (اللى تخرج منها وانت حاسس إنك لا تفهم منها شيئا)، فهو مستقل وتجارى بنسبة معينة، وقد سعدت كثيرا بمن قال لى شكرا على ما قدّمناه، لأننا احترمنا عقلية المشاهد من خلال قصة إنسانية جدا لرجل فى آخر مرحلة فى عمره، (وعارف إنه هيموت لإصابته بمرض خطير، وفجأة توترت علاقته مع شقيقته)». كما وصفت أروى مشاركة الفيلم فى مهرجان أبو ظبى بأنها كانت مشرّفة، حيث حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، فى ظلّ وجود منافسة قوية جدا، والجمهور علّق: «أخيرا فيلم مبهج فى وسط أفلام كئيبة كلها عن الحروب والثورات والتعذيب». من ناحية أخرى، تتابع أروى تصوير دورها فى فيلم «الجزيرة 2» الذى تعتبره تجربة مهمة جدا، وتواصل: «أنا فخورة جدا بهذا العمل، وأتمنّى أن أكون على قدر المسؤولية، وشرف لى العمل مع السقا».