من المقرر أن تجتمع اليوم -إلا إذا حدث فى الأمور أمور- لجنة من اتحاد الإذاعة والتليفزيون مع لجنة من اتحاد كرة القدم (ممثلا عن لجنة الأندية) لتوقيع عقد بيع مباريات الدورى العام حصريا مقابل 70 مليون جنيه. هذا القرار أثار كثيرا من اللغط إعلاميًّا وجماهيريًّا لما ينطوى عليه من آثار قد تعود على البعض بالسلب وعلى الآخر بالإيجاب. مبدئيا كلمة «حصرى» أصبحت تصيب الجماهير فورا بالحساسية والارتكاريا خوفا من أن تصبح مشاهدة المباريات بفلوس تماما كما تفعل قنوات الجزيرة الرياضية اللى (كوشت) على كل البطولات الكبرى والدوريات العالمية فتمادت فى رفع أسعار الاشتراكات مما أرهق جيب المشاهد المصرى اللى فرح فيهم بعد أن انتزعت منها قناة «أبو ظبى» الرياضية حق نقل مباريات تصفيات كأس العالم 2018!!. البعد الآخر لكلمة حصرى هوالدخول فى منطقة الشبهات فى تقاضى عمولات نظير إرساء العطاء على قناة معينة أوعدم عمل مزايدة من أصله وإعطاء حق البث بالأمر المباشر مما يؤدى إلى الدخول فى سين وجيم وأحيانا معاهم جيم كما حدث مع وزير الإعلام السابق أنس الفقى الذى اتهم وأدين وسجن (حصريا) فى موضوع مماثل. اتحاد الكرة يدافع عن نفسه بأنه قام بعمل مزايدة منذ شهر فلم يتقدم أحد -حتى لشراء كراسة الشروط- فاضطر إلى إرساء العطاء على اتحاد الإذاعة والتليفزيون لأن مافيش غيره وكمان المبلغ المعروض مش بطال!! أنا معاه إن المبلغ معقول جدا ولكن يا أخى إنت بتقطع برزقك ليه؟ ماتنتظر شوية يمكن يجيلك عرض أفضل خصوصًا أن بعض القنوات الفضائية بدأت تفكر جديا فى التقدم بعروض حقيقية لشراء حق البث مباشرة من اتحاد الكرة -سواء منفردين أو مجتمعين- بعد أن تأكدوا أن الدورى بدأ فعلا ومش كلام وخلاص!! اتحاد الإذاعة والتليفزيون من حقه أن ينافس وأن يسعى إلى مصلحته.. وأقصد بها الربح المادى فقط لأن حقه فى نقل المباريات محفوظ سواء كان معه أو مع غيره وذلك باعتباره صاحب شارة البث التى يبيعها عن كل مباراة مع حقه فى النقل المباشر مجانا!! طيب بعد ما ياخد الحق ده حصرى هيعمل بيه إيه؟ أقولك.. إما أن يبيعه إلى قنوات فضائية أخرى -وهذا هوالمتوقع- لاسترداد ما سوف يدفعه وعليه مكسب كمان (سيتراوح السعر ما بين 8 إلى 10 ملايين من كل قناة فضائية والمتوقع أن يصل إلى 7 قنوات) وإما أن يذيع لوحده على أمل أن يعوض مما دفعه من عائد الإعلانات وهذا الحل سيكون صعبا فى ظل الأزمة الاقتصادية التى لن تسمح لكثير من الشركات والمؤسسات بدفع مبالغ كبيرة لعمل إعلانات فى فترة المباريات. أطرح سؤالين: هل عصام الأمير سيدفع ال70 مليونًا مقدمًا أم مؤخرا ولّا على النوته كما حدث فى كل المواسم الماضية؟ السؤال الثانى: هيعمل إيه مع مباريات الأندية التى رفضت الانضمام إلى لجنة الأندية وقررت تسويق مبارياتها منفردة (الأهلى والإسماعيلى والمصرى وحرس الحدود ووادى دجلة والرجاء)؟ أتفهم تماما حق المشاهد المصرى فى المشاهدة المجانية على الأقل هذا العام وإن كنت أعتقد أن هذا الأمر لن يستمر طويلا طبقا لما يحدث فى معظم أنحاء الدنيا (مشاهدة مباراة لبرشلونة فى قنوات إسبانيا الخاصة تكلّف 12 يورو) وأتفهم أيضا أن القنوات الفضائية المصرية عايزة تاكل عيش من الدورى واستوعب أن اتحاد الكرة ليس لديه اختيار آخر باعتبار أن التوجيهات جاية من فوق (أقصد وزارة الرياضة بالتحديد) وأدرك أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون عاوز سبوبة الدورى الحصرى علشان يعوض خسائره الجسيمة فى مشروعات أخرى.. طيب إيه الحل؟ الحل إنهم كلهم يقعدوا مع بعض (تليفزيون مصر + ممثلو القنوات الفضائية + لجنة البث لاتحاد الكرة + ال6 أندية الرافضة) ولازم يوصلوا لاتفاق مقنع ومرضٍ للجميع. بث خلاص!!
