لم يكن هناك شيء يوحي بالحياة، فهي قرية على حدود مصر من ناحية السودان بالصحراء الغربية، وغارقة في الرمال، تحطمت عليها آمال الشباب في البحث عن لقمة العيش. دفنت الرمال قرية بئر الشب، التابعة لمركز باريس، محافظة الوادي الجديد، والتي تبعد حوالي 400 كيلومتر عن مركز الخارجة عاصمة مصر على الحدود الجنوبية مع السودان، غطت الرمال الوحدات السكنية التي تم بناؤها حديثًا في القرية قبل أن يسكنها الأهالي، ولم يتوقع شباب المحافظة أن تستعيد تلك القرية المهجورة والمدفونة الحياة من جديد لتطرح بذرة أمل للشباب. خصصت المحافظة 3 آلاف و150 فدانًا من قرى الشب، لشباب الخريجين بمنطقة بئر الشب، كما حفرت المحافظة 30 بئرًا لزراعة تلك الأراضي بمعدل بئر لكل 105 أفدنة، لكن جميعها غطتها الرمال بفعل العواصف الترابية. ومع آواخر عام 2016 عادة الحياة من جديد إلى قرى الشب بإجراء قرعة علنية لتسكين أبناء الصعيد والحصول على قطعة أرض ومنزل بالمجان للشباب المنتفعين في تلك المنطقة، التي تقدم لها أعداد كبيرة من الشباب للحصول على منزل ريفي وأرض زراعية يستصلحها. وقال محافظ الوادي الجديد، اللواء محمود عشماوي: «قمت بجولة تفقدية لمتابعة سير العمل بقرى الشب: القرية الأولى، الثانية، الثالثة والرابعة، للوقوف على أهم المعوقات التي تواجه المنطقة على أرض الواقع وإيجاد حلول فورية لها». أضاف عشماوي، ل«التحرير»: «بلغ عدد المنتفعين بالقرية الأولى 130 شابًا، بجانب 10 وحدات خدمات عامة بالقرية، واستمعت إلى أهم مطالب الشباب واحتياجاتهم بالقرية». ذكر عادل عباس، رئيس مركز ومدينة باريس، أن المحافظ افتتح محطة تنقية وتحلية المياه تصرف 300 متر/ ساعة بالقرية الأولى، وتفقد الوحدة الصحية، والمدرسة الابتدائية والوحدة المحلية ونقطة طبية للإسعافات الأولية وتم تجهيزها طبيًا، بالإضافة إلى توفير سيارة إسعاف بطاقم عملها كاملًا بالقرية ومخبز خاص بالقرية وبعض من الزراعات التي تمت بمعرفة المنتفعين. وأوضح يوسف مرزوق، نائب بمركز ومدينة باريس: «قرى الشب ولدت من جديد على أيدينا وكنا نعمل بها ليل نهار حتى ننتشلها من الدفن تحت الرمال، وهذا المشروع من المشروعات القومية الكبرى التي تشرف عليها وزارة الزراعة لاستصلاح 3150 فدانًا بالأراضي الصحراوية الجديدة ب4 قرى». وتابع مرزوق: «إجمالي عدد الآبار بلغ 30 بئرًا يستفيد منها 450 شابًا من أبناء المحافظة و5 محافظات أخرى هي: الأقصر، المنيا، قنا، سوهاج وأسيوط، وتصل مساحة القطعة الواحدة 7 أفدنة»، مشيرًا إلى أن إجمالي عدد القطع المخصصة لأبناء المحافظة يبلغ 180 قطعة بينما تم تخصيص 270 قطعة لأبناء المحافظات الأخرى. ووجه محافظ الوادي الجديد بسحب الأراضي من منتفعي القرية الأولى الذين تم إخطارهم ولم يتسلموا الأرضي، التي تم تخصيصها لهم خلال 3 أشهر بعد إنذارهم بذلك. وأصدر المحافظ تعليماته بسرعة الانتهاء من تأهيل آبار القرى الثانية والرابعة، والتأكد من جاهزية جميع القرى من توافر المرافق والوحدات الخدمية، موضحًا أنه سيتم إنارة جميع القرى بالطاقة الشمسية. وأكد على ضرورة الانتهاء من أعمال المرافق لتسليم الأراضي والوحدات جاهزة للشباب المستفيد لإقامة مجتمعات عمرانية زراعية جاذبة للسكان وخلق وتوفير فرص العمل المناسبة والقضاء على البطالة.