الزوجة للنيابة: «ماقصدناش نقتله وكنا بنأدبه عشان يبقى كويس» تمكنت نيابة حوادث جنوبالقاهرة، من حل لغز مقتل طفل بالبساتين؛ إذ تبين قتله بأيدي أبيه وزوجته، بعد أن عذبوه ومنعوه من الطعام، وأبرحوه ضربًا بسبب تبول الطفل لاإراديًا، وتمادوا في ضربه، حتى غاب عن الوعي وسقط قتيلًا، وقررت نيابة حوادث جنوبالقاهرة بإشراف المستشار وائل شبل، المحامي العام الأول للنيابات، حبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات. جاء في التحقيقات التي باشرها أحمد معاذ سيف النصر، مدير نيابة حوادث جنوبالقاهرة: "تلقى قسم الشرطة إخطارًا من خلال مكالمة هاتفية بوفاه طفل نتيجة سقوطه بمنزله وارتطام رأسه بالأرض، وعلى الفور انتقل رجال المباحث بالقاهرة إلى منزل الطفل بشارع البقلي بالخليفة وبسؤال الأب قرر أن نجله تعثرت قدميه فسقط على الأرض وحدث إصابه برأسه فلقى مصرعه في الحال، وبسؤال زوجه الأب رددت بنفس مضمون أقوال زوجها، وتم تحرير المحضر اللازم وعرضهم على النيابة". انتقلت النيابة إلى مستشفى أحمد ماهر لمناظرة جثه الطفل المتوفي وكانت المفاجأة، إذ تبين وجود أثار لتعذيب دموي منتشرة بجميع أعضاء جسد الطفل، وثبت أن وفاته بسبب نزيف داخلي، وبسؤال الأب عن آثار التعذيب التي تغطي أنحاء جسده قال إنه لا يعلم شيئًا عنها. أقر الأب في التحقيقات، التي استمرت أكثر من 8 ساعات، أنه تزوج منذ 5 أشهر وحضرت زوجته لتقيم معه وولده المتوفي، وكانت في بعض الأحيان تعتدي عليه بالضرب بداعي تربيته إلا أنها تمادت وصارت تقضي أوقات فراغها في تعذيبه عن طريق ضربه بخراطيم المياه البلاستيكية ومنعه من تناول الطعام حتى يتألم ولا يقدر على مقاومة الجوع فيظل يتوسلها لتطعمه، وأدت تلك الأفعال إلى إصابة الطفل بالضعف والهزال ومن ثم بأنيميا حادة نتيجة سوء التغذية وحرمانه من الطعام، ومن أثر التعذيب عليه بدأ يفقد قدرته على النطق وأصبح لا يستطيع التحدث وأصيب بالتبول اللاإرادي، وهو ما أغضب زوجته إذ كانت تحتجزه في غرفة مغلقة دون طعام لعقابه على التبول دون إرادته وتلطيخ السجاد، وبعدها صار والده يشاركها في جلسات تعذيب نجله. اعترفت المتهمة بالجريمة في أقوالها بعد علمها بأقوال الأب، وأكدت أن زوجها والد الطفل المجني عليه كان أيضًا يقيد نجله بالحبال ويحتجزه داخل غرفة ويتركه وحده بالشقة لعدة أيام، وأصافت أنه أيضًا كان يضربه إذا دخل المطبخ بحثًا عن الطعام، وعندما يراه يتبول دون إرادته كان يبرحه ضربًا باستخدام حزامه الجلد. وأضاف الأب المتهم أنه في يوم الواقعة خرج وزوجته وعندما عادا إلى المنزل وجدت الزوجة أن المجني عليه "الطفل" أخذ بعض الطعام من الأواني فضربته لتجبره على تقيئ ما أكله، فأصيب الطفل بحالة فقدان للوعي، ومات بعد ذلك.