كان لإيقاف البرنامج الذي يقدمه الإعلامي إبراهيم عيسى، على قناة «القاهرة والناس»، صدى واسع في جميع الأوساط المجتمعية وخاصة الإعلامية، واعتبره كثيرين تقييدًا لحرية الصحافة والإعلام، خاصة وأنها جاء عقد البرلمان جلسة لمناقشة أمر عيسى وبرنامجه بعد مواصلته الهجوم على عدد من مؤسسات الدولة -وخاصة البرلمان والحكومة الحالية- مما أثار حفيظة المسئولين. ووجهت لعيسى، خلال الجلسة التي عقدها البرلمان، اتهامات بالتحريض ضد مصالح الدولة، وتبع ذلك إيقاف البرنامج، ومع تتعدد معه التساؤلات عن الجهة صاحبة قرار الإيقاف، دون الحصول على معلومة رسمية أو مؤكدة من قبل أي مسئول، فكل ما يذكر في هذا الشأن مجرد تكهنات فقط. ضغط البرلمان تحدث الإعلامي تامر أمين، عن اجتماع ثلاثي جمع رئيس البرلمان، على عبد العال، وبعض النواب مع رئيس قناة «القاهرة والناس»، طارق نور، والدكتور حسن راتب، مالك قنوات «المحور»، باعتباره وسيط، قبل إيقاف برنامج «مع إبراهيم عيسى» ب48 ساعة. وتم خلاله عرض «الانتهاكات» -بحسب وصف أمين- التي يتهم بها البرلمان «عيسى» على رئيس القناة التي تعرض برنامجه، فضلًا عن اتهامه بأنه يُهدد الأمن القومي، حيث أن السلطات الإيطالية واجهت مصر بمقطع فيديو ل«عيسى» يؤكد خلاله أن الشرطة المصرية هي التي قتلت جوليو ريجيني، بالإضافة إلى إهانته المستمرة للمملكة السعودية، ما أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين، على حسب قول تامر أمين وفقًا مصادره الخاصة. وأضاف أمين خلال برنامج الحياة اليوم"، المذاع على قناة الحياة: «طارق نور خرج من الاجتماع إلى اجتماع آخر مع الأستاذ إبراهيم عيسى، وبعد 24 ساعة خرج بيان توقف البرنامج»، مستكملًا: «كل هذا يؤكد أن النواب كان طرف في وقف برنامج إبراهيم عيسى، فمينفعش يا دكتور علي تقول إن المجلس ملوش أي علاقة بإيقاف برنامج عيسى»، مشددًا على أن الإعلام المصري يشهد حالة من الفوضى والتخبط، لافتًا إلى أنه التزم الصمت ولم يُعلق على الواقعة في بداية الأمر إلا أن تصريح «عبد العال» بأن البرلمان ليس له علاقة بإيقاف البرنامج، أجبره على التعليق. لا ضغوط.. إرادة طارق نور وفي رواية أخرى، قال النائب أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، إنه يختلف مع آراء الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، التي طالما كان يعرضها في برنامجه، خاصةً عند ترويجه لفكرة أن قانون بناء الكنائس الجديد يمنع رفع الصلبان على الكنائس، وهو أمر غير صحيح على الإطلاق، وكذلك اتهامه للنواب علانية بالنفاق والعمل على تعديل الدستور بهدف تعديل مادة الفترة الرئاسية، في حين أن الدستور نفسه يُحصن مادة مدة الرئاسة بنص واضح وصريح في مواد الفترة الانتقالية. وعبّر هيكل، عن رفضه إيقاف إبراهيم عيسى، رغم الاختلاف التام في المواقف والتوجهات، وذلك لضرورة ترسيخ دور القوانين التي تنظم الإعلام، مشيرًا إلى أنه «ضد وقف أي برنامج، والبرلمان لم يطلب إيقاف البرنامج على الإطلاق، ورئيس البرلمان، الدكتور علي عبد العال، أخطر طارق نور، مالك القناة، رفض البرلمان وقف برنامج عيسى، وفي نفس الوقت أكد رفض النواب للكذب والتضليل». وشدّد على أنه ليس هناك نهائيًا أي جهة في الدولة طلبت منع أو إيقاف برنامج إبراهيم عيسى، مشيرًا إلى أن قرار الإيقاف جاء بمحض إرادة طارق نور، مالك «القاهرة والناس»، بسبب الأزمات التي سببها له إبراهيم عيسى، موضحًا أنه ليس لديه معلومات حول علاقة أزمة «عيسى» بزيارة المبعوث السعودي رفيع المستوى إلى مصر، متابعًا: «طارق نور لم تُمارس عليه أي ضغوط، لكنه قدّر حجم المشاكل بسبب عيسى». إبراهيم عيسى: ضغوط أوضح عيسى في بيان رسمي، أن برنامجه توقف بعد أن تعرض ل«ضغوط»، لم يحددها، بينما قالت القناة إن عيسى أبلغها برغبته في التوقف عن تقديم البرنامج ليتفرغ «لمشروعاته الكتابية والإبداعية». وقال عيسى خلال بيانه، إنه يتقبل أن تكون هذه اللحظة المناسبة للتوقف عن تقديم البرنامج، لأنه يظن أن "مجريات الوقائع وضرورات الوقت وطبائع المقادير تقود لترك مساحة التعبير التليفزيوني لمرحلة أخرى، ووقت لعله يأتي".