ب3 طعنات نافذة استقرت فى القلب، وطعنات متفرقة بالجسد غادر «رب الأسرة» الحياة إلى ملكوت السموات، حيث لا ظلم ولا أبناء عاقون ولاذل ولا فقر، بعدما انهال الابن الصغير على جسده بسكين مطبخ وسط صدمة الأم التى تسمرت فى مكانها، وهى ترى زوجها يلفظ أنفاسه الأخيرة، وابنها القاتل يواصل تسديد الضربات القاتلة لوالده حتى إن أجزاءً من قلبه تطايرت بعيدًا عن قفصه الصدرى، بعد اعتقاده أن المجنى عليه يبخل فى الإنفاق على متطلبات زواجه. الجيران تجمعوا على هول الجريمة، وصراخ أفراد الأسرة، وأبلغوا أجهزة الأمن بقويسنا، التى سارعت بنقل جثة الأب القتيل إلى مشرحة المستشفى العام، وتسلمت الابن القاتل من الأهالى الذين أمسكوا به، وأخطر اللواء سعيد أبو حمد، مدير أمن المنوفية بقيام شاب يدعى أحمد.ع .أ، 27 سنة، بقتل والده. أمام نيابة قويسنا قال قاتل والده «أنا الأخ الأصغر لشقيقين هما وائل وأيمن، متزوجان ولديهما أطفال»، وأضاف «قمت بخطبة إحدى الفتيات منذ 5 سنوات، وتحملت وحدى مصاريف تشطيب الشقة، وبعدها تمكنت من تحويش ثمن الشبكة، وعندما طلبت منه أن يساعدنى فى شراء العفش رفض بشدة رغم قيامه بمساعدة أشقائى على الزواج». واستكمل الابن العاق بعد صمت، غلبه دموع الندم «منذ خمس سنوات، وأنا أحاول معه حتى يساعدنى فى تكاليف الزواج، لأنه ميسور الحال، وطلبت منه أن يعاملنى مثل إخوتى، لكنه كان دائمًا يشعرنى أننى أقل منهما، ويتعمد تحقيرى أمامهما، وفشلت وساطة كل أقاربنا لإقناعه بتقديم العون لى، خصوصًا أن عمرى بدأ يكبر، لكنه أصر على عدم مساعدتى، بل تعمد افتعال المشكلات معى، وحوّل حياتى إلى جحيم لا يطاق». يعاود المتهم الصمت مستذكرًا تفاصيل يوم الجريمة وينهى حديثه «ليلة الحادثة حاولت أن أكلمه أنا ووالدتى، فى أثناء الإفطار إلا أنه فور فتح الموضوع معه، هاج وثار، وقام بشتمى وتركنى، ودخل يشاهد التليفزيون، وهنا انتابتنى رغبة فى التخلص من حياتى أنا، ووصل بى الغضب من والدى إلى درجة العمى، ولم أشعر بنفسى إلا وأنا أحضر سكينًا من المطبخ، وأطعنه به عدة مرات، ومع كل طعنة كنت أتذكر قساوته معى، حتى شوّهت جسده، ولفظ أنفاسه الأخيرة»، وأنهى الابن كلامه «عايز أقول لأمى سامحينى إنت عارفة إنه كان غصب عنى ومش بيدى، وهو اللى وصلنى لكدا»، وعاودت الدموع تغطى وجه الابن القاتل. تعود أحداث الواقعة إلى تلقى اللواء سعيد أبو حمد مدير أمن المنوفية إخطارًا من اللواء مجدى سابق حكمدار المديرية بوصول السيد عبد الشافى الشرقاوى، 55 سنة، مزارع، مقيم بقرية قويسنا البلد لمستشفى شبين الكوم مصابًا بعدة طعنات نافذة بالصدر، لقى على إثرها مصرعه فى الحال. وبالتحرى والبحث تبين للرائد حاتم الدهشان رئيس مباحث قويسنا قيام نجل القتيل «أحمد»، 27 سنة، عاطل بقتله واعترف بذلك أمام رجال المباحث، وأكد فى أقواله بمحضر الواقعة أن مشادة كلامية حدثت بينهما فى وقت مبكر من صباح يوم الجريمة، بسبب رفض أبيه مساعدته فى زواجه، وبعرضه على النيابة أمرت بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن جثة المجنى عليه بعد تشريحها لبيان سبب الوفاة.