صُعِقت من مستوى النادى الأهلى، أول من أمس، أمام مونتيرى المكسيكى، وبعد أن تلقت شباكة خمسة أهداف مع الرأفة، لِمَا كان عليه مستوى كل لاعبى الأهلى بلا استثناء، وأنا أحمِّل الفريق كله المسؤولية بعدما حقق إنجازًا كبيرًا فى «أبطال إفريقيا»، وأشدنا به جميعًا. فى مباراة مونتيرى رأيت كارثتين: الأولى هى هبوط المستوى العامّ لكل الفريق غير المتوقَّع وغير المبرَّر إلى هذا الحد من التواضع، وأنت بطل إفريقيا، وإلى الروح الانهزامية، التى لما أتعودها أنا شخصيًّا على كل من ارتدى ويرتدى فانلة النادى الأهلى، فريق بلا لون ولا طعم ولا هوية، ليسوا هم لاعبى الأهلى الذين أعرفهم وأحفظهم عن ظهر قلب، للأسف المشكلة لم تكُن خطة ولا دفاعًا ولا هجومًا، إنما كانت أشبه بفريق أقلّ من العادى، كأنه لأول مرة يلعب ويشارك فى بطولة قارية. 90 دقيقة من التوهان لكل لاعبى الفريق بمن فيهم الجهاز الفنى بالكامل، ذكرتنى بماتش أورلاندو الإفريقى، وكان العذر للاعبين الصيام والحَرّ، بالأمس القريب، وبالطبع من الأعذار التى لا يجب أن نسمعها من الجهاز الفنى واللاعبين هى عدم وجود نشاط فى المحروسة، وإلا كان من المفروض الاعتذار وعدم الاشتراك، وهذا طبعًا مستحيل فى ظل قوانين ولوائح الاتحاد الدولى بعد تحقيق إنجاز عظيم فى دورى أبطال إفريقيا، والأهلى كان مقبلًا على بطولة عالمية، الأندية المشاركة مختلفة، الاستعداد للجميع مختلف، العناصر التى سيتقابل معها الفريق مختلفة عن بطولة هو يمتلكها ويحتكرها، وأصبحت ملكًا له، مدربو الأندية تُعتبر من الصف الأول، واسم الأهلى كان يسبق الجميع بما حققه بأكثر الأندية مشاركة فى السنوات الأخيرة، ومع ذلك كانت أسوأ نتيجة وأداء، والإخفاق والحسرة والألم يتحملها الجميع، أما تلك الكارثة الثانية، وهى الشماتة التى شاهدتُها فى عيون الكثيرين بعد أن سقط البطل، فذكَّرَتنى بسقوط مايك تايسون بفعل فاعل، وهو كما حدث مع الأهلى، والفاعل هو الدولة المصرية، شماتة لم أعتدها فى الإعلام المصرى. من الممكن أن تكون فرحة للجماهير المنافسة، لكن أن نراها فى وجوه وتصريحات الكثير من الإعلاميين بغضّ النظر عن انتماءاتهم فأعتقد أنها فعلًا كارثة علينا، على كل مصرى، كأنهم كانوا ينتظرون السقوط والسقطة التى من الممكن أن تكون مؤشرًا سيئًا للرياضة المصرية بأكملها. عندما أشاهد وأقوى ما كُتب على «تويتر» وعلى «فيسبوك» من تلميحات السعادة البالغة على إهانة النادى المصرى المشارك فى بطولة كأس العالم للأندية أتصور أنها كارثة التعصُّب الذى يفوق حد الهوس الجاهميرى، وإذا كنا نطالب جماهير الروابط المصرية بالالتزام فما بالك بالإعلامين والرياضيين! كانو أكثر شماتة من انتماء جماهيرى، أتمنى أن نستوعب لماذا خسر الأهلى.. لماذا هذا الأداء المهين.. لماذا هذا التراجع... يجب أن نجلس جميعًا لدراسة ما سر هذا الإخفاق، يجب أن نستفيد وللو لمرة من أخطائنا حتى نعود مرة أخرى إلى ما كنا عليه بعد الخروج من بطولة إفريقيا وكأس العالم وآخرها النادى الأهلى فى كأس العالم، ولا أستطيع أن أقول إلا: اللهم لا شماتة.