ساد الهدوء على الجبهات الرئيسية في سوريا، اليوم الجمعة، بعد ساعاتٍ من دخول الهدنة حيز التنفيذ بموجب اتفاق روسي تركي، باستثناء خروقات أبرزها قرب دمشق حيث اندلعت اشتباكات تخللها قصف مروحي، حسبما أكَّد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، يأتي التوصُّل إلى الاتفاق الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس ووافقت عليه قوات النظام والفصائل المقاتلة المعارضة، في ضوء التقارب الأخير بين موسكو "حليفة دمشق" وأنقرة الداعمة للمعارضة، وهو أول اتفاق برعاية تركية، بعدما كانت الولاياتالمتحدة شريكةً روسيا في اتفاقات هدنة مماثلة، تمَّ التوصُّل إليها في فترات سابقة لكنها لم تصمد. وقال أحد السكان في منطقة قريبة من الاشتباكات: "كانت أصوات القصف قوية جدًا خلال الصباح، وقد ارتج المنزل أكثر من مرة على وقعها". وتعد منطقة وادي بردى المصدر الأساسي الذي يغذي دمشق بالمياه، واتهمت السلطات الفصائل قبل أيام بتلويث المياه ثمَّ قطعها عن دمشق، إثر هجوم عسكري بدأه الجيش قبل تسعة أيام للسيطرة على المنطقة. على جبهات أخرى، ساد الهدوء في مناطق تحت سيطرة الفصائل وتحديدًا في الغوطة الشرقية في ريف دمشق وإدلب "شمال غرب"، ولم يسمع دوي أي قصف أو غارات منذ منتصف الليل. سياسيًّا، قال مكتب رئيس كازاخستان نور سلطان نزار باييف الجمعة، إنَّه أمر وزارة الخارجية بالتحضير لاستضافة محادثات بشأن سوريا في العاصمة أستانة في المستقبل القريب. ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، المدعوم من روسيا وتركيا، حيز التنفيذ عند منتصف الليلة بالتوقيت المحلي. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف إطلاق النار واستثنى الاتفاق التنظيمات المصنفة "إرهابية"، وفي مقدمتها تنظيم الدولة "داعش". وأعرب كل من الجيش السوري التابع للنظام والفصائل المعارضة الالتزام بوقف إطلاق النار.