بأعداد كبيرة لم تشهدها الجامعات من قبل توافد أعضاء هيئات التدريس ومعاونوهم على لجان الاقتراع صباح اليوم لاختيار عمداء جدد للكليات التى خلت مناصب العمادة فيها لبلوغ شاغليها سن المعاش أو انتهاء المدة القانونية.. التقديرات الأولية أشارت إلى تراوح نسب الإقبال بين 80% و95% مع فتح اللجان للمرة الثانية فى الثانية عشرة ظهرا لعدم اكتمال النصاب قبل العاشرة صباحا. الحضور الكبير لأعضاء التدريس صاحبه ظهور لافت للنظر إلى أعضاء أمانات سياسات الحزب الوطنى المنحل لدعم مرشحيهم من عمداء ووكلاء الكليات السابقين الذين حرصوا على المنافسة على جميع المقاعد التى تجرى عليها انتخابات العمادة أو مرشحى المجمع الانتخابى الذين سيصوتون لاختيار رؤساء الجامعات، بينما تراجع ظهور ممثلى الحركات والتيارات الجامعية وتركز الحاضرون منهم أمام صناديق انتخابات المجمعات الانتخابية لاختيار المشاركين فى التصويت على رئيس الجامعة. الدكتور علىّ الدين هلال أمين إعلام الحزب الوطنى المنحل كان فى مقدمة المصوتين فى انتخابات كلية الاقتصاد والعلوم السياسية مصرحا بأنه حضر لمشاركة زملائه العرس الديمقراطى الكبير، أما الدكتور أشرف حاتم وزير الصحة السابق، فحرص على الظهور أمام لجان التصويت وسط مؤيديه لإقناع أعضاء هيئة التدريس باختياره لعمادة الكلية. المؤشرات الأولى لاتجاهات التصويت فى جامعة القاهرة أشارت إلى تأجيل حسم الانتخابات إلى جولة الإعادة فى عدد كبير من الكليات لكثرة عدد المرشحين المتنافسين وصعوبة تحقيق أى منهم نسبة ال50%+1 من الأصوات الصحيحة. ورغم إدراك أعضاء هيئات التدريس تلك الحقيقة فإنهم حرصوا على الذهاب إلى لجان الاقتراع أمس «تأييدا لتجربة الانتخاب»، حيث لم تقلّ نسب التصويت بمختلف الكليات بعد ساعتين من فتح اللجان عن 70%، ووصلت إلى 96% فى كلية دار العلوم قبل الثانية ظهرا، وامتلأ مدرج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بأعضاء التدريس قبل فتح اللجان فى العاشرة صباحا، وفى كلية العلوم قام 247 عضو هيئة تدريس و55 من أعضاء هيئة التدريس المعاونة بتسجيل أسمائهم قبل العاشرة صباحا مقتربين من نصاب ال50% المطلوب للتصويت، 324 صوتا، ومع فتح صناديق الاقتراع ارتفعت نسبة الحضور إلى ما يقرب من ال70% من إجمالى أعضاء هيئة التدريس بالكلية، لكن نسبة الحضور الكبيرة لم تساعد على إنهاء الانتخابات من الجولة الأولى لتشتت الأصوات بين 10 مرشحين للمنصب، وهو ما تكرر فى كلية الطب التى تنافس فيها 15 عضو هيئة تدريس لمنصب العمادة، أبرزهم وزير الصحة السابق الدكتور أشرف حاتم الذى شغل منصب مدير مستشفيات جامعة القاهرة خلال عهد الرئيس المخلوع. كلية الزراعة هى الأخرى كانت من بين الكليات التى تنتظر جولة الإعادة غدا بعد وصول عدد مرشحى العمادة فيها إلى 8 أعضاء هيئة تدريس، من بينهم عميد الكلية الحالى الدكتور عز الدين أبو ستيت، وتؤكد المؤشرات الأولية أن يلحق بكليات الإعادة كل من كلية العلاج الطبيعى، 7 مرشحين، والطب البيطرى، 11 مرشحا، والمعهد القومى للأورام، 9 مرشحين، بينما لم تتضح الصورة، حتى الخامسة من مساء أمس، فى باقى الكليات التى يتراوح عدد المتنافسين فيها من 2 إلى 4 مرشحين. وفى المحافظات كانت الصورة مختلفة ما بين ساخنة وهدوء فى نفس الوقت.. الإخوان شاركوا، والإقبال كبير. البعض وصفها ب«عُرس» للديمقراطية، والبعض الآخر لم يصفها كذلك، مؤكدين أن الأمور ليست على ما يرام، وأن النتائج غالبا ما تصب فى مصلحة الإخوان أو فلول النظام السابق. الأمر تصاعد فى بعض المناطق إلى حد التشابك. هكذا كانت انتخابات «عمداء» بعض كليات الجامعات المصرية التى أجريت اليوم.