ما بين السخرية والإعجاب وتصدير عبارات الاستهجان، تسببت السيدة سعاد صاحبة ال 61 عامًا وصاحبة لقب "عروس بلا عريس" بالإسكندرية، في انقسام السكندريين خاصة بعد إلقاء القبض عليها وقرار عدم خروجها إلا بعد تعهد أهليتها بمراعاتها وعدم تكرار الأزمة وإيداعها إحدى المستشفيات النفسية للعلاج. وانتشرت صور السيدة سعاد، على صفحات التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وهي ترتدى فستان زفاف وتسير في شوارع الإسكندرية بمفردها لتحقيق رغبتها، وباتت حديث عروس البحر الأبيض المتوسط بأكلمها. قصة السيدة سعاد بدأت منذ عشرات السنوات، مثلها مثل أي فتاة تحلم بارتداء فستان العرس، إلا أن مرض والديها جعلها تقوم بخدمتهما ولا تلتفت إلى نفسها حتى فارقا الحياة، وهنا بدأت الوحدة حيث اكتشفت أنها وحيدة وظلت تنتظر أن يطرق أحد بابها لتكمل حياتها معه دون جدوى. قامت سعاد بحجز قاعة أفراح بمقابل 2500 جنيه، واشترت فستان وتوجهت إلى الكوافير وسارت كعروس باحثة عن فرحة حقيقية إلا أن المارة استوقفوها وسألها أحدهم أين العريس؟، فأجابت "مفيش عريس". وقام أحد المواطنين بالقيام بدور العريس وتوجه معها إلى قاعة الأفراح دون معازيم وقام كل من شاهدها بترديد أغانى الفرح حتى وصلت قاعة الأفراح. وقال شهود عيان، أن السيدة سعاد عمرها 61 سنة تسكن بمنقطة حارة البطرية ببحري وسط الإسكندرية وتسكن بمنزل قديم، وأشاروا إلى أنها تعاني أزمة نفسية، وأنها تحصل على معاش شهري جيد يتخطى 4000 جنيه. وأوضح بعض جيرانها، أن أهلها شكوا حالتها وأنها تسبب لهم حرجًا ويرفضون التعامل مع وسائل الإعلام نهائيًا، وأن كل ما تريده من الحياة ارتداء فستان الزفاف، بينما تم احتجازها بقسم شرطة الجمرك لحين أخذ تعهد من أهليتها بعدم تكرار الأزمة مجددًا. وتبين أنها قامت بحجز قاعة بمقابل 2500 جنيه، ويوم الزفاف حضرت إحدى السيدات لإلغاء الحفل، ثم تفاجئوا بها تحضر بزفة تعاطفًا معها، وتم الإتفاق على إيداعها إحدى المستشفيات. وقال الدكتور محمد عبد الوهاب، أستاذ علم النفس، إن هذه السيدة قررت الخروج عن صمتها وإعلانها صريحة أنها تريد الزواج وأنها تحلم بارتداء فستان الزفاف وهو أمر موجود في علم النفس، تحقيق الرغبة لإشباع شأن داخلي. وأوضح، "عبد الوهاب"، أن المصاب بأمراض نفسية يمكنه دفع أي مبالغ مالية لتحقيق قدرته حتى وإن كانت لن تعود عليه بالفائدة، مشيرًا إلى أنها تعاني كبتًا شديدًا ورأت أن الحل الوحيد لذلك الخروج عن صمتها بعمل فرح ولو كانت بمفردها.