عندما أوقعتْ قرعة بطولة العالم للأندية النادى الأهلى أمام فريق جوانزو إيفر جراند الصينى لم نعرف هل نفرح ولّا نحزن ولّا نعمل إيه؟ فمعلومات الشعب الكروى المصرى عن الكرة فى الصين تقتصر فقط على مشاهدتنا لمنتخبها مرة يتيمة فى المونديال، وعلى سماعنا مؤخرا عن احتراف بعض الأسماء العالمية التى أوشكت على الاعتزال -مثل سيدو كيتا ودروجبا- فى الدورى هناك والذى أصبح ينافس دوريات الخليج وأوروبا فى استثمار الأموال الطائلة للتعاقد مع أفضل اللاعبين وأشهر المدربين.. بس خلاص! أما الصينيون (بحكم طبيعتهم الدؤوبة النشطة) فبالتأكيد يعلمون الكثير عن النادى الأهلى باعتباره الأشهر إفريقيًّا وبالقطع فإن طابع الكرة المصرية لن يكون غريبا عليهم لاحتكاكهم الدائم بالكرة العربية من خلال منافسات بطولات قارة آسيا. تعالوا معنا لنتعرف على حاضر وتاريخ جوانزو (المجهول) الذى سيلتقى مع الأهلى السبت القادم فى الدور الأول: هو بطل الصين الذى فاز هذا العام ببطولة الدورى كما بلغ نهائى بطولة الكأس إلا أنه خسرها، وفضلا عن ذلك فقد فاز ببطولة دورى أبطال آسيا بعد أن تغلب فى مباراتى النهائى على بطل كوريا الجنوبية بفارق الأهداف (تعادل خارج أرضه 2/2 ثم تعادل على ملعبه 1/1). فى الشهر الماضى حصد معظم ألقاب الاتحاد الأسيوى لعام 2013، فقد توِّج بلقب أفضل فريق، وأفضل جمهور، وجائزة اللعب النظيف وحصل لاعبه جينج تشى (33 عاما) على جائزة أحسن لاعب، كما نال نجمه البرازيلى سيلفا موريكى (27 عاما) جائزة أفضل لاعب أجنبى.. حد ليه شوق فى حاجة تانى؟ الفريق يضم عناصر محترفة ومميزة منهم: البرازيلى أليكسون (24 عاما) الفائز بلقب هداف الدورى الصينى ومعه المهاجم الأرجنتينى داريو كونكا (30 عاما) ثانى الهدافين والذى تعاقد معه جوانزو عام 2011 بمبلغ 10 ملايين دولار، ويذكر أن هذا اللاعب أعلن مؤخرا خلال مباراة نهائى كأس الصين عزمه على ترك الفريق بعد بطولة كأس العالم للأندية، وقام بتوديع الجماهير على طريقة أبو تريكة إلا أنه قام بتقبيل أرض الملعب بدلا من السجود. مدرب الفريق هو الإيطالى المخضرم مارشيلو ليبى الغنىّ عن التعريف والذى تولى تدريب الفريق عام 2012 لمدة عامين ونصف العام مقابل 30 مليون دولار! يعتمد جوانزو فى أدائه على السرعة الكبيرة فى انتقال الكرة وعلى تغيير المراكز المستمر بين اللاعبين كما يتميز بالفاعلية اللافتة فى الشق الهجومى لامتلاكة ثلاثة لاعبين لاتينيين على مستوى عالٍ من المهارة والقدرة على التهديف من كل الزوايا خصوصا من الكرات العرضية والضربات الركنية التى يتقنون تنفيذها. تأسس الفريق عام 1954 تحت اسم «سنرتال ساوثرن وايت» وكان من أندية الوسط إلى أن أشرفت عليه مجموعة «أبوللو» عام 1993 فغيّرت اسمه إلى جوانزو وحوّلته إلى نادٍ محترف صار من أقوى الفرق إلى أن أصابته فضيحة التلاعب بنتائج المباريات عام 2009 فصدر قرار بهبوطه إلى الدرجة الثانية، غير أنه عاد بقوة إلى القسم الأول فى 2010 بعد أن اشترته مجموعة «جراند إيفر ريال ستيت» الغنية التى أضافت اسمها إلى اسمه واستجلبت له العديد من النجوم العالميين ففاز ببطولة الدورى ثلاث مرات متتالية وكأس الصين عام 2012 بالإضافة إلى كأس السوبر، فضلا عن حصوله هذا العام على كأس أبطال آسيا وتأهله لبطولة العالم للأندية لأول مرة فى تاريخ الصين. ويأمل الفريق فى تحقيق معجزة الفوز بالبطولة ليحقق إنجازا تاريخيا فى عام واحد يتمثل فى الفوز بلقب محلى وآخر قارّى وثالث عالمى. تعتبر كرة القدم هى الحلقة المفقودة فى سلسلة تطور الرياضة الصينية التى شهدت طفرة هائلة فى السنوات الأخيرة ولذا يأمل الشعب الصينى أن تكون مشاركة جوانزو فى هذه البطولة هى الخطوة الأولى فى طريق وضع بلادهم على خريطة كرة القدم العالمية.