معركة الموصل أو كما أسماها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي «قادمون يا نينوى» هي هجوم مشترك لقوات الأمن العراقية مع الحشد الشعبي، وقوات البيشمركة في كردستان العراق، والقوات الدولية لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية. بدأت الحرب البرية في 16 أكتوبر 2016، وأعلن عن بداية العملية الحربية رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في 17 أكتوبر والتي تهدف إلى إنهاء وجود تنظيم الدولة الإسلامية في المدينة وإعادتها إلى العراق. 1- الخلفية التاريخية تعتبر مدينة الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق من حيث عدد السكان، وقد سيطر عليها داعش في يونيو 2014، في معركة خاضها مع الجيش العراقي طالت يومين، وأعلن أبو بكر البغدادي بعدها من جامع الموصل الكبير، الخلافة التي تشمل أراضي من سورياوالعراق، وكانت الموصل آخر معقل مُهم وكبير ورئيسي للتنظيم في العراق. 2- قادمون يا نينوى شارك في العملية، ما يقدر بنحو 3000 إلى 5000 من مقاتلي داعش في الموصل وفقاً لوزارة الدفاع الامريكية، وتترواح تقديرات أخرى منخفضة تبلغ من 2000 إلى 9000 آلاف مُقاتل. ويُقدر تعداد القوات العراقية المشاركة في المعركة بحوالي من 54،000 إلى 60،000 قوات الأمن العراقية (ISF) جندي، وينتشر تقريبًا 16000 ألف مُقاتل من القوات الشبه العسكرية، و40،000 ألف مُقاتل من البيشمركة في المعركة، وكذلك الحشد الشعبي المدعوم من إيران، والتحالف الدولي المكون من 60 دولة بقيادة الولاياتالمتحدة، لدعم الحرب العراقية ضد داعش وتوفير الدعم اللوجستي والجوي والاستخبارات والمشورة. ويقع مقر قيادة قوات التحالف الدولي على بعد 60 كيلو مترًا، إلى جنوب مدينة الموصل في قاعدة القيارة الجوية التي تم استعادتها من داعش في يونيو، وتم نشر حوالي 560 جندياً أمريكياً من الفرقة المجوقلة 101 في القاعدة للمعركة، بما في ذلك للقيادة والسيطرة، ومفرزة الأمن وفريق عمليات المطار والخدمات اللوجستية، والمتخصصين في الأمن. وعلى الرغم من وجود قوات التحالف، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن دخول المدينة سيقتصر على الجيش العراقي والشرطة الوطنية العراقية فقط. 3- تفاصيل من داخل الموصل تواصل قوات الأمن العراقية، مدعومة بغطاء جوي من التحالف الدولي برئاسة الولاياتالمتحدةالامريكية، تقدمها في محاور القتال المختلفة لاستعادة مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، شمالي العراق. وأخذ التقدم السريع المفاجئ لعملية استعادة الموصل من (داعش) الإرهابي يأخذ طابع البطيء، لأن التنظيم لم ينسحب من الموصلوواجهت القوات العراقية بعض الصعوبات في استعادة المدينة. وأدى تفجير السيارات المفخخة المتواصل إلى الإضرار بالكثير من المركبات العسكرية العراقية، ورغم قيام التنظيم بدفع عناصره الانتحاريين نحو القوات يقف الجيش العراقي على مشارف الموصل. ولازال "داعش" يفرض سيطرته على مناطق تقع في مركز الساحل الأيسر لمدينة الموصل، كما لم تقترب القوات العراقية حتى الآن من الساحل الأيمن من المدينة في عملياتها العسكرية، وفي هذه المناطق والأحياء يعيش المواطنون منقطعين عن العالم وتحت سيطرة (داعش) منذ حوالي عامين. وكشف أحد المواطنين النازحين، وهو ناشط مدني أيزيدي كان يسكن قضاء سنجار في نينوى، والآن في مخيم الخازر الذي يقع في الجزء الشرقي لمدينة الموصل، عن قيام التنظيم ب "إعدام المواطنين بشكل يومي في أسواق المدينة وساحاتها بحجج مختلفة". وفي حديثٍ له، يصف "زركون صليوا" الحياة في المناطق التي تقع تحت سيطرة (داعش)، ب "صعبة جدا وكل شيء ممنوع فيها، اللغة الطاغية على الحياة هي لغة الموت، حيث يقتل مسلحو التنظيم كل من يخالفهم وكل من يشكون فيه، وكل من لا يحضر الى المسجد لأداء الصلاة يغرمه التنظيم بمبلغ 75 ألف دينار عراقي (60 دولارا) ويجلد". وتابع "كذلك كل من لا يطلق لحيته يعاقب من قبل التنظيم، السجائر والهواتف الجوالة وكذلك أجهزة استقبال القنوات الفضائية (الستالايت) هي الأخرى ممنوعة، وجواسيسه منتشرون في كل مناطق وأحياء المدينة، يراقبون كل صغيرة وكبيرة، الاعتقالات مستمرة، وينفذ التنظيم يوميا عمليات الإعدام وبطرق مختلفة في أسواق المدينة وساحاتها، وهذه الممارسات بثت في نفوس مواطني المدينة حالة من الرعب المستمرة". 4- الموصل .. حالة إنسانية يعيش في الموصل بين مليون إلى مليون ونصف شخص، ولقد حذرت الوكالات الإنسانية من أزمة محتملة الحدوث في حال فرار مئات الآلاف من الناس من المدينة، مع اقتراب فصل الشتاء. وهدد تنظيم داعش بقتل المدنيين الذين يحاولون الفرار، ووضع العديد من القناصين والألغام الأرضية وحفرت الخنادق لمنع الناس من محاولة الهرب. وحذرت الحكومة عبر البث الإذاعي وإلقاء المنشورات على المدينة بضرورة بقاء المدنيين في المنازل، وكتبت في المنشورات تعليمات عامة لحمايتهم من آثار تحطم الزجاج المتطاير أو قطع أنابيب الغاز وغير ذلك. قدم إلى مدينة أربيل الإيطالي فيليبو جراندي مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين، يوم 17 أكتوبر، للاجتماع مع المسؤولين الأكراد. وأنشأت الأممالمتحدة خمسة مخيمات للاجئين بقدرة استيعاب تَصل إلى 45،000 شص، ولديها القدرة على استيعاب 120،000. وأعلنت أستراليا بأنها ستتبرع ب 7.5 مليون دولار للمساعدات الإنسانية للعملية، فيما تعهدت نيوزلاند بان تتبرع بمليون دولار نيوزلندي (718،600 دولار أمريكي). وفي أكتوبر، قامت الشؤون المدنية للأغراض العسكرية التابعة لوزارة الدفاع العراقية، بتوزيغ 3000 سلة غذائية على العوائل في قرى: مكوك، الحود، اللزاكة، الدويزات. وأعلنت وزارة الهجرة والمهجريين العراقية إنشاء أكثر من ثمانية آلاف وحدة سكنية لنازحيي المدينة في منطقة الخازر. وبدأ داعش باحتجاز مئات العائلات بالمدارس والمراكز الحكومية في الجانب الأيسر من مدينة الموصل، شرق نهر دجلة، مع اقتراب قوات جهاز مكافحة الإرهاب من المدينة، تحديداً في مناطق الخضراء، القدس، السماح، الكرامة. وبحلول نوفمبر 2016، بلغ عدد النازحين من الموصل حوالي 62 ألف نازح، ومع اشتداد المعارك، ارتفع معدل النزوح اليومي إلى الضعف بواقع 3000 شخص يوميا. 5- نشرة النصر الموحدة غطت عدد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية المعركة، بما في ذلك قناة الجزيرة قبل أن يتم طرد محررها بتهمة الإرهاب، وكذلك بثت القناة الرابعة البريطانية تغطية للحدث بالإضافة إلى القناة الثانية الإسرائيلية، التي بثت معركة اليوم الأول على ال"فيسبوك"، وهي التغطية الأولى من نوعها في الحروب. وقام عدد من المدونيين والمغرديين العراقيين بالدخول إلى موقع تويتر لمحاربة داعش وأعلامه في معركة الموصل. وشارك المغردون العراقيين في دعم القوات العراقية في معركة الفلوجة (2016) أيضاً. وفي 29 أكتوبر، أمرت وزارة الدفاع العراقية بطرد مُراسل قناة العربية الحدث ل"نشره أكاذيب وأخبار ملفقة عن الرطبة والموصل" حسب ما جاء في بيان الوزارة التي دعت وسائل الإعلام لتوخي الدقة والمهنية في نقل المعلومات والأخبار. وفي الأسبوع الثاني، من المعارك بثت أكثر من 15 قناة فضائية وحوالي 16 إذاعة محلية نشرة موحدة تحت عنوان «نشرة النصر الموحدة» وذلك ضمن التغطية الإعلامية لمعركة الموصل.