أجرى قوات جيش نظام الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم الجمعة، تمشيطًا للأحياء الشرقية الأخيرة التي كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة في حلب، غداة إعلانه استعادة كامل المدينة، ليعزز انتصاره الأكبر منذ بدء النزاع في البلاد قبل نحو ست سنوات. وأفادت "فرانس برس" بانتهاء عملية التمشيط التي بدأت صباح الخميس في الشوارع الرئيسية في ثلاثة أحياء، فيما يواصل الجيش تمشيط الشوارع الفرعية. ونقل مصور الوكالة في حي السكري مشاهدته صباحًا لجنود يبحثون بين الأسلاك والدمار عن ألغام أو عبوات متفجرة، بينما تركزت عمليات التمشيط على مراكز الفصائل المعارضة. وإثر هجوم واسع لجيش النظام، بدأ في منتصف نوفمبر الماضي، انحصر وجود الفصائل المعارضة في بضعة أحياء في شرق حلب، قبل أن تخرج منها بموجب اتفاق الإجلاء. ومن بين السكان من نزح من منزله مؤخرًا هربًا من القصف والمعارك خلال هجوم الجيش الآخير، وآخرون تركوا منازلهم قبل سنوات حين تحولت المدينة إلى ساحة معارك رئيسية، وانقسمت بين أحياء غربية وشرقية في العام 2012. وفي حي بستان القصر، عملت الجرافات على رفع الأنقاض المنتشرة من الشوارع، فيما صعد جندي على أحد الأعمدة الكهربائية ليرفع العلم السوري. ويقول خالد المصري، وهو في طريقه إلى منزله في حي بستان القصر: "أتيت للاطمئنان على منزلي الذي تركته منذ خمس سنوات، وانتقلت للسكن في منزل بالإيجار في حي صلاح الدين.. آمل ألا يكون بيتي تعرض للدمار". وفي حي الميسر المجاور، وجدت أم عبدو "42 عامًا" منزلها مدمرًا، وتقول: "لم يبق شيء من البيت، لكن من الممكن تعويضه وكل شيء ممكن تعويضه". وتبدو الأحياء الشرقية التي سيطر عليها الجيش خلال شهر شبه خالية بعدما غادرها عشرات الآلاف من سكانها هرباً من المعارك الأخيرة، كما تمَّ إجلاء 35 ألفًا من مقاتلين ومدنيين في الأسبوع الأخير من آخر جيب كانت تسيطر عليه الفصائل المعارضة، وفق اللجنة الدولية للصيب الأحمر.