قبل ال«DVD» وال«Hard-desk» وال«Flasher» وال«Internet» كان من السهل جدا أن يفوتك فيلم، واحتمال عمرك ما تشوفه إلا إذا حالفك الحظ وتكرّم التليفزيون بعرضه. بالنسبة لى المسألة كانت ببساطة مافيش حاجة اسمها فيلم يفوتنى وليه وإزاى. اتعلمت فى لندن إزاى أبحث وأطارد أى فيلم جديد يكون فاتنى أو قديم أكون ماشفتهوش. المجلة الأسبوعية «Whats On» هى دليل أسبوعى لكل سينمات لندن وضواحيها والأفلام المعروضة، ومع كل سينما مذكورة اسم الحى وأقرب محطة مترو أنفاق. محسوبكم كان زى المكوك رايح جاى من حى إلى حى ومن سينما إلى سينما، ومن فيلم إلى فيلم. فى باريس نفس الشىء، من لحظة وصولى المطار على طول اشترى مجلة «Pariscope» والفرنساوى ما يفرقش عن الإنجليزى ما دام اسم الفيلم الأصلى مكتوبًا، وميزة فرنسا اللى جمهورها بيحب ساعات الأفلام المدبلجة إن فيه نسخًا من الأفلام الناطقة باللغة الإنجليزية بتتعرض كما هى ومع علامة «VO» اختصار ل«Original Version» ببقى عارف أن الفيلم اللى داخل أشوفه بلغته الأصلية وغير مدبلج. المشكلة تقع دايمًا لو حبيت أشوف فيلم فرنساوى فكان الأنسب أشوفه فى لندن، وعليه ترجمة إنجليزى. إحنا اتربينا سينمائيًّا على الترجمة للأفلام الأجنبية، وعمر الجمهور المصرى ما استطعم الأفلام المدبلجة لغاية أيامنا دى مع المسلسلات اليابانية والتركية فى التليفزيون، عكس الجمهور الألمانى والإيطالى اللى متعود على الأفلام المدبلجة كُل بلغته. والطريف هو تخصص بعض ممثلينهم سواء ألمان أو طلاينة، ليصبح صوته هو صوت نجم مُحدد، يعنى مثلًا صوت مارلون براندو أو آل باتشينو، كل واحد فيهما له الممثل المتخصص والدائم لدبلجة صوته فى كل أفلامه لدرجة أن صوت براندو أو باتشينو أصبح مرتبطًا بصوت ممثل تانى حسب البلد. النتيجة كانت أصحاب هذه الأصوات سواء رجال أو نساء أصبح أكل عيشهم معتمدًا على استمرارية نجومية من تخصصوا فى دبلجة أصواتهم. ده مش معناه أن المسألة صوت لائق للنجم الأصلى وخلاص، فأداء صاحب الصوت معتمد على مخرج الدوبلاج الذى يتابع الأداء الصوتى ليقربه بالأداء الأصلى. الطريف أن معظم أفلام الويسترن «الكاوبوى» التى انتشرت فى الثمانينيات، وكانت تصور معظمهم فى إسبانيا وسميت بالإسباجتى ويسترن، لأن معظم مخرجينها وممثلو الأدوار الثانوية إيطاليون أو إسبان وأحيانا ألمان ينطقون إنجليزيتهم بلكنة. ربما أشهر مخرج لهذه النوعية من الأفلام هو «سيرجيو ليونى» الذى أسهم فى نجومية كلينت إيستوود، واستطاع بأفلام مثل «The Good the Bad & the Ugly - الطيب والشرير والقبيح» أن يفتح لها سوقًا عالمية. هذه الأيام لا حاجة لمطاردة أى فيلم تريد مشاهدته فهناك مئة دليل ووسيلة لمشاهدته.