أكَّدت حركة "فتح" الفلسطينية أنَّ نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب للقدس المحتلة خرق للقانون الدولي، داعيةً الدول العربية والمجتمع الدولي لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إذا ما تمَّ تنفيذ ما وعد به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده. وقال عضو اللجنة المركزية للحركة عباس زكي، في تصريحاتٍ أوردها "24"، الثلاثاء: "نقل الإدارة الأمريكية لسفارتها للقدس يعد خرقًا فاضحًا وسافرًا للقرارات الدولية، واختراقًا واضحًا للسياسة الخارجية الأمريكية". وأضاف أنَّ تعيين ديفيد فريدمان سفيرًا للولايات المتحدة في إسرائيل ناقوس خطر في هذا المجال، كونه يؤيد بشكل مطلق لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. وأوضَّح زكي: "الإدارة الأمريكية إذا ما فعلت ذلك فهي تكشف عن وجهها الحقيقي المنحاز قطعًا للاحتلال الإسرائيلي، وهي غير معنية بعملية السلام أبدًا، والدول العربية التي ما زالت تراهن على الدور الأمريكي في المنطقة عليها أن ترفع صوتها عاليًّا وتقول كلمتها الحاسمة بهذا الموضوع". وناشد زكي، الدول العربية والإسلامية إعادة النظر في علاقاتها مع الولاياتالمتحدة، مطالبًا الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية غير عضو بالأممالمتحدة بالوقوف عند مسؤولياتها تجاه هذا الأمر الخطير. ولفت إلى أنَّ كل القرارات التي صدرت عن منظمة الأممالمتحدة تؤكِّد أنَّ القدس جزء لا يتجزأ من الأراضي العربية المحتلة عام 1967، وبخاصة قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة التي اعترفت بدولة فلسطين عضو مراقب بالأممالمتحدة على حدود الرابع من يونيو عام 1967. وفي وقتٍ سابق اليوم، نقل أحد المقربين من ترامب إلى مسؤولين إسرائيليين كبار، جديته في نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، إنَّ مايكل فلين، الذي اختاره ترامب لمنصب مستشار الأمن القومي الأمريكي، قال لرئيس جهاز المخابرات الخارجية "الموساد" يوسي كوهين، في اجتماع مغلق في الأول من شهر ديسمبر الجاري في الولاياتالمتحدة إنَّ ترامب جاد في نقل السفارة للقدس، حسب "الأناضول". وبحسب الصحيفة، فإنَّ نتنياهو قال في عددٍ من الاجتماعات المغلقة، خلال الأسبوعين الماضيين، إنَّ رئاسة ترامب ستمكن إسرائيل من دفع خطوات مشتركة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، حول قضايا سياسية وأمنية، لم يكن ممكنًا تطبيقها في عهد الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما. ونقلت عن وزير إسرائيلي "لم تحدد هويته" قوله إنَّ سبب هذه التوقعات الكبيرة هو الاجتماع الذي عقده رئيس الموساد كوهين، والقائم بأعمال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي جاكوب ناغل مع مايكل فلين الذي اختاره ترامب لموقع مستشار الأمن القومي في وقت سابق من هذا الشهر في الولاياتالمتحدة. وأضاف: "منذ ذلك الحين يواصل نتنياهو الإشارة إلى أنَّ الاجتماع كان ممتازًا، وأنَّ ما استمع له الجانب الإسرائيلي يمثل نقطة تحول في السياسة الخارجية الأمريكية بشكل عام، وفي السياسة تجاه إسرائيل والشرق الأوسط بشكل خاص". وتابع - نقلًا عن نتنياهو: "توجد فرصة، يمكننا تحقيق تغيير تاريخي". ولم يعقب ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي على أقوال الوزير. ولفتت إلى أنَّ الاجتماع، الذي حضره السفير الإسرائيلي في أمريكا رون ديرمر، بحث بشكل خاص إيران والاتفاق الدولي معها و"الحرب الأهلية السورية ". ونقلت عن الوزير الإسرائيلي ذاته قوله: "أعطى فلين ردودًا إيجابية على جميع القضايا التي تمَّ طرحها". وأضاف: "قال فلين إنَّ ترامب جاد في نقل السفارة الأمريكية من تل ابيب إلى القدس وكان هذا هو التأكيد الأكثر أهمية الذي تستمع اليه إسرائيل حول هذا الموضوع منذ فوز في ترامب في الانتخابات".