فى ذكرى مرور عام على المواجهات الدامية التى دارت بين قوات الأمن ومتظاهرين تونسيين فى مدينة سليانة، عندما كان رئيس الوزراء الحالى على العريض وزيرًا للداخلية، التى أدت إلى إصابة أكثر من 270 شخصًا، منها إصابات عديدة فى العيون، أعلنت ثلاث محافظات وهى «سليانة وقفصة وقابس» الدخول فى إضراب عام ابتداءً من أمس (الأربعاء)، دفاعًا عن «الحق فى التنمية والتشغيل». وأصدرت حركة نداء تونس، أول من أمس (الثلاثاء)، بيانًا تجدد فيه تضامنها مع مصابى أحداث الرش فى سليانة، كما دعت الدولة إلى تحمل المسؤولية ومتابعة عملية علاجهم والتعويض عن الأضرار التى تعرضوا لها، وأكدت مساندتها لأبناء سليانة وكل الجهات للمطالبة بالتنمية والتشغيل. كما دعا المجلس الوطنى التأسيسى إلى التحقيق والكشف عن المسؤول عما بات يعرف باسم «أحداث الرش» التى وصفتها ب«الأليمة»، ودعت الحركة فى البيان ذاته الحكومة الحالية إلى التعجيل فى حل الأزمة السياسية، وتشكيل حكومة مستقلة وإنهاء المسار الانتقالى.. وكانت الأحداث فى سليانة (شمال غرب تونس) قد تواصلت ثلاثة أيام بعد تنظيم مسيرة للاتحاد الجهوى للشغل، تطالب بتنحى والى الجهة المحسوب على حركة النهضة الإسلامية الحاكمة، والاحتجاج ضد تأخر التنمية والتشغيل فى الجهة. واستخدام قوات الأمن «القوة المفرطة وغير المبررة، كما أن إطلاق رصاص الرش تم بناء على تعليمات ودون احترام القانون فى التدرج لمواجهة المحتجين، مكبرات الصوت، والماء الساخن، والغاز المسيل للدموع»، حسب تقرير اللجنة المستقلة لمنتدى تونس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.. ويأتى الإضراب على خلفية استثناء ولاية قفصة (جنوب غرب)، التى تعتبر المركز الاستراتيجى لإنتاج الفوسفات فى تونس، من مشاريع تنموية أعلنتها الحكومة التى تقودها حركة النهضة الإسلامية الأسبوع الماضى. وقالت الهيئة الإدارية الجهوية للاتحاد فى قفصة فى بيان: «نعلن الدخول فى إضراب عام جهوى كامل يوم الأربعاء مشفوعًا بمسيرة عمالية شعبية سلمية، دفاعًا عن حق الجهة فى التنمية والتشغيل». وأفادت شبكة «سكاى نيوز» الإخبارية أن محتجين فى ولاية قفصة قاموا باقتحام مقر المحافظة، وإشعال النيران فى مقر حركة النهضة الإسلامية الحاكمة. حيث قام المتظاهرون بمهاجمة مقر الحزب بعد محاولتهم فى بادئ الأمر اقتحام مكتب الحاكم قبل تفريقهم من جانب الشرطة.