كتبت -زهرة أشرف: اللصوص يهاجمون أسرة تعيش في ضريح «الأميرة شويكار» طمعًا بكنوز الموتى “إحنا ميتين ..إحنا ميتين فعلًا بالنسبة ليا أنا مُت من زمان“.. هكذا وصفت “أم محمد” إحساسها، فهي تشعر أنها ميتة، طفولتها ماتت، وشبابها أيضا، وموتها يتكرر بصفته وشخصه مع أولادها. على طريق صلاح سالم في منطقة “الغفير” يوجد ضريح الأميرة ”شويكار” زوجة الملك أحمد فؤاد وتوجد هنا أسرة حارسة لهذا المكان الأثري، الأب أخذ الغرفتين كحق انتفاع ولكن الأسرة جميعًا تشعر بأن المكان لها وعليها أن تحرس هذا المكان، المزين بالأشجار والذي تملؤه العصافير، فالجيران يحسدونهم على المعيشة في هذا المكان بالرغم من أنه مجرد ”مدفن”. تقول “أم محمد”: ”بيحسدوني ويقولولي الله ده أنتي عندك شجر ده أنتي قاعدة في فيلا، ييجوا يشوفوا الفيلا بالليل مش بنعرف ننام”، النوم هرب من هذه الأسرة، فهذه الأسرة لا تنعم بالأمان تماما، في شهر واحد حدث لديهم عمليتين سطو على منزلهم لسرقة الذهب وياقوت الذي يعتقد اللصوص وجوده في ضريح الأميرة شويكار. ويصف محمد صادق الأبن الأكبر لهذه الأسرة، الوضع قائلا: ”معظم الأثرياء العرب بدأوا حاليا في جمع أي شيء يرونه أثريًا أيا كان حجر أو طوب منقوش عليه كتابة إسلامية، فيعتبرونها كنزا، وياتي شخص وسيط مع الأمير العربي، أيا كان سعودي إماراتي قطري، وغالبا ما يكوّن الوسيط مجموعة حرامية الذين يسطون على الأمكان الأثرية ويبيعونها للأمير ب 20 ألف جنيه مثلا، و بذلك يعتقد الأمير أنه خدع الوسيط المصري واشتراها منه بسعر رخيص، وهي ليست أثرية أصلا. في بداية الشهر الحالي تعدى رجل على“المدفن” فأمسك به متلبسًا الأخ الأصغر لمحمد وعندما ذهبوا به إلى قسم الشرطة كان رد الفعل مفاجئ من قبل الضابط حيث سأل المجني عليه” أوعى تكون ضربته“ فيكمل محمد صادق باندهاش قائلا: ”أومال أنا أعمل معاه أيه، وسلأل الظابط أخويا تاني وأنت إيه اللي عرفك إنه حرامي، أومال أيه كان بردان وداخل ينام في حضني تحت البطانية”. كما يحكي محمد أنه يستغرب دائما من أسئلة الشرطة مثل: ”هل سرق شيئا؟“ فالإجابة تكون لا فلا يكون رد فعل من قبل الضابط للحرامي مع أن هذا شروع في سرقة ويجب أن يحاسب عليها، وبالتالي لن تكون هذه المرة الأخيرة للسرقة. ويتابع "هجم مجموعة من المسلحيين على الأسرة وكانوا يمتلكون أسلحة بيضاء، لتضيف “أم محمد”: "نحن هنا بلا أمان، نفاجئ بسطو مسلح للصوص يريدون سرقة الضريح، يتصورون أنهم بمجرد فتح باب الضريح سيجدون أكوام الذهب الدهب". وتقول أم محمد "دخل علينا رجلان أنا وأبي، وقالا لنا سنذبحكم، وأصيب أبي الحاج صادق الذي يبلغ من العمر ٨٥ عامًا، بالمطواه” في كتفه، كنت خائفة ومذعورة، ولا أحد يسمعنا أو يساعدنا، فالأمان لن يكون صديقًا لهذه الأسرة". محمد صادق البالغ من العمر ٣٢ عامًا وهو الابن الأكبر، دائما ما يحرج من ذكر أنه يسكن في مقابر الغفير، ويؤكد أن هذا الشعور نابع من العنصرية ونظرة الناس لأهالي المقابر. يقول: ”أنا لما حد بيسألني أنت ساكن فين بقوله في المنشية أو الدويقة، لما بكون راكب ميكروباص وبقول للسواق نزلني هنا يقوم باصصلي ويقولي هنا فين، نازل تعمل أيه هنا، الناس كلها فاكرين إن الناس اللي ساكنه في المقابر حرامية ونصابين بس، ودا اللي بيأكدوا الإعلام و الدراما بشكل كبير". يرى محمد أنه معزول عن العالم، ليس هو فقط بل أسرته والأسر الأخرى التي تعيش في نفس ظروفهم الشخصية، ويقول "الناس الغلابة اللي بقالها أكتر من ١٢٠ سنة في المقابر اللي ابتدوا بحراسة للمقابر الملكية انتهوا إنهم معزولين عن العالم بالثقافة والفكر، والناس بقت بتخاف مننا”. المقابر الملكية أصبحت عبئًا على من يحرسها، حيث تعرضهم للخطر بشكل كبير وتشعرهم بعدم الأمان، الكل يعتقد أن مغارة علي بابا بداخل الضريح حيث يوجد الذهب والياقوت والمرجان، فبعد أن كانت “المقابر الملكية” مصدر رزق وبيتهم الذي يأويهم أصبحت حاليا مصدر خطر عليهم، وخطر على كل من يقترب من هذا المكان.