خبير أمني: قصور وتراخى للخدمات المكلفة بتأمين المقر الباباوى تساؤلات مشروعة تتبادر إلى الأذهان فور تلقي نبأ انفجار الكاتدرائية بالعباسية، صباح اليوم الأحد، يدور مجملها فى البحث والتنقيب عن الجهة التى تقف وراء التخطيط والتنفيذ لارتكاب الحادث المروع الذى استقبلته العاصمة . الروايات القادمة من الكاتدرائية تشىر إلى دخول سيدة وخروجها بشكل مريب يشتبه فى كونها من حملت العبوات المتفجرة إلى داخل الكنيسة، وهو ما يشير لحالة من الضعف الأمنى زامنت تأمين مقر الكنيسة . السؤال الثانى لماذا لم تتضاعف الخدمات الأمنية حول الكنيسة فى الداخل والخارج مع يوم الأحد المشهود عنه تزاحم الأقباط على دور العبادة الخاصة بهم وفى مقدمتها الكاتدرائية؟. ويتسائل كثيرون أيضا: كيف لسيدة أن تحمل 12 كيلو متفجرات إلى داخل الكنسة دون أن يعترض طريقها فرد شرطة واحد يسألها من أين لك هذا؟. السؤال الأهم الآن " هل يتم الكشف عن الجهة التى نفذت هذا التفجير الغاشم أم يظل الجانى مجهولا مثلما حدث مع تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية قبل من ثورة 25 يناير. الهتافات الواردة من الجمهور الحاشد أمام الكاتدرائية يحمّل وزير الداخلية المسئولية عن الحادث الإرهابى الغاشم، وردد الأهالى " إرحل يا فاشل ". من جانبه حمّل نجيب جبرائيل، الناشط والمحامى القبطى الحراسة الأمنية المتواجدة امام الكنيسة البطرسية والكاتدرائية المسئولية الكاملة عن الحادث، وتسائل " كيف دخلت القنبلة داخل مقر الكنيسة وانفجرت رغم وجود حراس مكلفين بحفظ الأمن ومتابعته داخل الكاتدرائية؟". جبرائيل أشار فى تصريحات ل" التحرير": إلى أن ما شاهده من آثار حطام داخل الكنيسة البطرسية نفسها وآثار دماء علي الجدران وبحسب ماسمعه من أحد المصلين الذين كانو متواجدين في أثناء وقوع الحادث أن القنبلة انفجرت داخل الكنيسة وقت الصلاة وحطمت ماحطمت وقتلت ماقتلت وأصابت ما أصابت ما يعني أن القنبلة دخلت رغم وجود حراسة أمنية وسيارة ارتكاز موجودة بصفة دائمة امام الكاتدرائية نظرا لحساسية المكان ووجود المقر الباباوى». وتابع الناشط القبطى ورئيس منظمة الإتحاد المصرى لحقوق الإنسان أن المسئولية تقع مباشرة علي المكلفين بالحراسة الأمنية فإما انهم لم يكونوا متواجدين أو نائمون وهذا احتمال مستبعد لأن الحادث وقع في العاشرة وخمس دقائق من هذا الصباح واما السيناريو غير المستبعد أن يكون هناك تواطئا بين بعض المكلفين بالحراسة الأمنية ومن أدخل القنبلة وخاصة ما يتردد أن التي كانت تحمل القنبلة سيدة كانت تحملها في شنطة يدها وتركتها وخرجت مسرعة لتنفجر القنبلة . وتسأل جبرائيل "ما فائدة الحراسة الأمنية على الكنائس ونري قتلي ومصابين؟"، لافتاً إلى أن ضحايا الكاتدرائية يعيد للأذهان ما حدث من مذبحة القديسيين الذي راح ضحيتها 24 قبطيا وعشرات المصابين ولم يعرف حتي الآن مَن ارتكب هذه الجريمة.
وتخوف جبرائيل من ارتفاع عدد الضحايا في هذا الحادث الإرهابي وتوقيته، واختتم موضحاً " إذا كان ذلك يحدث فى أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط لم يستطع الأمن حمايتها ودخول القنبلة لتفجيرها فما بالك من الكنائس الصغيرة؟".
بدوره استبعد اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق وجود تقصير أمنى فى الحادث، أو ارتباط الحادث بتأييد حكم الإعدام الصادر أمس السبت بحق المتهم عادل حبارة فى قضية " مذبحة رفح الثانية"، مشيراً فى تصريحات ل" التحرير" إلى أنه من الوارد أن تكون القنبلة قد دخلت إلى الكنيسة أمس السبت، قبل تمركز القوات والخدمات الأمنية . ولم يستبعد "نور الدين" الخبير الأمنى أن تكون القنبلة قد دخلت من باب السيدات، مشيراً أنه لا يجوز ان يتم تفتيش الأنثى إلا بواسطة أنثى مثلها، وتابع " الإرهاب الأسود لا يفرق بين دين وينجح رغم تكاتف الأجهزة الأمنية والتصدى له يوماً بعد الآخر". الأمن لا يمكن أن يمنع جريمة 100 % وتجرى مسائلة شديدة من قبل قيادات الأمن للضباط والجنود فى حال وجود أى تقصير من أعمالهم الشرطية المنوطة بحفظ الأمن داخل البلاد، كلمات قطع بها اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق فى حديثه مع "التحرير"، متمنياً أن تنعم البلاد بالخير والطمأنينة. كانت وزارة الصحة قد أعلنت ارتفاع عدد ضحايا التفجير الذي استهدف كنيسة بجوار الكاتدرائية صباح اليوم الأحد إلى 25 قتيلاً و31 مصاباً. وجرت عمليات تمشيط واسعة للكاتدرائية المرقسية من الداخل والخارج كإجراء احترازي من قبل قوات الأمن، فى الوقت الذى كلف فيه المستشار نبيل صادق النائب العام، نيابة أمن الدولة العليا بالتحقيق في حادث التفجير. ويعد انفجار الكاتدرائية أول تفجير يشهده محيط المقر الكنسى الرئيسي للأقباط ، وهو التفجير الأبرز الذي يشهده مقر كنسي بعد حادث تفجير شهدته كنيسة القديسيين الذي وقع في الساعات الأولى من عام 2011، وأوقع عشرات القتلى والمصابين .