دشن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر القمة العربية الإفريقية الثالثة، التى تستضيفها بلاده وافتتحها، أمس الثلاثاء، فى «قصر بيان» بمدينة الكويت، بإعلانه عن تقديم «قروض ميسرة» للدول الإفريقية بمبلغ مليار دولار، على مدى السنوات الخمس المقبلة، ومؤكدا سعى بلاده الحقيقى والحثيث لتقديم «كل سبل الدعم والعون» إلى دول القارة السمراء، وداعيا بقية الدول العربية، خصوصا الغنية منها، إلى اتخاذ خطوات مماثلة. صباح الأحمد أعلن أيضا عن تخصيص «جائزة سنوية» بمبلغ مليون دولار، باسم الداعية الكويتى الراحل الدكتور عبد الرحمن السميط، مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية «العون المباشر»، إحدى أنشط الهيئات العربية التى تقدم الدعم للشعوب الإفريقية، على أن تخصص الجائزة للأبحاث التنموية فى القارة. وقال أمير الكويت، فى كلمته الافتتاحية للقمة التى بدأت أعمالها أمس بحضور ملوك ورؤساء وقادة نحو (70) دولة عربية وإفريقية، إن اختيار شعار «شركاء فى التنمية والاستثمار» لهذه القمة يعكس «إدراكنا أهمية التعاون الاقتصادى الذى يشكل قاعدة للمصالح المشتركة، ننطلق من خلالها لتحقيق الشراكة الاستراتيجية التى ننشدها، وحرصنا على أن يحتل الجانب الاقتصادى والتنموى الجزء الأكبر من جدول أعمالنا» فى القمة، التى ستستأنف جلساتها اليوم، لإصدار بيانها الختامى الذى يحمل عنوان «إعلان الكويت». وحث صباح الأحمد الدول العربية والإفريقية على ضرورة «تجاوز ما فاتنا من سنوات طويلة، ونلحق بركب التكامل، وصولا إلى الشراكة الاستراتيجية التى سنحققها بالعمل لا التكاسل، والتكامل لا الانقسام، والوئام لا الخصام». وكان أمير الكويت قد تسلم رئاسة القمة العربية-الإفريقية الثالثة، من رئيس المؤتمر الوطنى الليبى نورى بوسهمين ورئيس دولة الجابون على بونجو، اللذين ترأست بلديهما القمة الثانية التى عقدت فى مدينة «سرت» الليبية عام (2010)، وتمنى بوسهمين أن ترتقى قرارات القادة المشاركين فى القمة «لما تصبو إليه شعوبنا العربية الإفريقية، وما من شأنه تحقيق حياة سعيدة وعيش كريم». وقال رئيس الجابون إن الأفارقة والعرب فى منتصف مرحلة تنفيذ خطة العمل المشترك (2011-2016)، لافتًا إلى تأخرها بسبب «عدد من التوترات الموجودة فى دولنا، وعدم إيجاد الموارد المالية». ثم ألقى رئيس وزراء إثيوبيا هيلى ماريام دسالين، كلمة باعتبار بلاده الرئيس الحالى للاتحاد الإفريقى والرئيس المشارك للقمة العربية-الإفريقية الثالثة، كلمة شدد فيها على أن إفريقيا والعالم العربى «تربطهما علاقة أصالة وأصل مشترك منذ قرون عديدة، وهذا القرب الجغرافى بين المنطقتين أثر على علاقاتنا وتاريخنا»، مؤكدا ضرورة «تقوية شراكتنا الاستراتيجية فى مواجهة بيئة عالمية أكثر حركية»، ولافتًا إلى أن إفريقيا «بأراضيها الخصبة وظروفها البيئية وموقعها الجغرافى، تلبى حاجات الأمن الغائى للعالم العربى، خصوصًا فى وقت ارتفعت فيه أسعار المواد الغذائية». كما شدد على «الحاجة إلى مواجهة الإرهاب والمخدرات وتجارة السلاح». كما أُلقيت كلمات فى الجلسة الافتتاحية، لكل من الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى الدكتورة أنكوسازانا ديلامينى زوما، ويان إلياسون نائب الأمين العام للأمم المتحدة (ممثلًا عن بان كى مون)، وكلمة للرئيس الصينى شى جين بينج ألقاها نيابة عنه مبعوثه الخاص لى ليجو وزير الشؤون المدنية الصينية. وناقش القادة المشاركون فى القمة، فى جلستهم المغلقة الأول مساء أمس، مقترح تأسيس «المنتدى الاقتصادى الإفريقى-العربى» الذى يهدف لخلق سوق عربية إفريقية مشتركة، لما مجموعه نحو مليار و200 مليون نسمة، يمثلون شعوب القارة السمراء والشعوب العربية. وتوقعت مصادر مطلعة أن يوافق القادة المجتمعون إنشاء «آلية مالية إفريقية-عربية» مشتركة، لتنفيذ المشاريع وتشجيع الاستثمارات بين الجانبين، وإنشاء لجنة تنسيق فنية لحماية العمال الوافدين.