القاهرة - أبوظبي، أبوظبى – القاهرة، عنوان لتحركات سياسية لحل الخلاف السياسى القائم بين القاهرة والرياض، هذا الأمر دفع الشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبو ظبى بعمل زيارة سريعة لمصر فى بدايات الشهر الجارى نوفمبر 2016، فى محاولة لتقريب وجهات النظر المصرية السعودية أعقبت زيارة الشيخ محمد بن زايد لمصر وصول بعد المسئولين الأمنيين المصريين والسعوديين لأبوظبى فى محاولة للتوصل لمساحات من الاتفاق السياسى والأمنى بين مصر والمملكة العربية السعودية، هذا التحرك السريع من قبل الشيخ محمد بن زايد قوبل بتحرك مصرى، حيث أعلنت الدولة المصرية عن زيارة مرتقبة خلال أيام من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسى لدولة الإماراتالمتحدة، فهل يمكن اعتبار تلك الزيارة المرتقبة من الرئيس المصرى لدولة الإمارات زيارة لوضع اللمسات النهائية بشكل مباشر على تفاصيل وأطر الوساطة مع المملكة العربية السعودية؟ وقبل الدخول فى تفاصيل وتحليل هذه الزيارة وأبعادها وتوقيتها، أعتقد أن الدولة المصرية متمثلة فى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية سيعلن أن الزيارة تأتى من قبل الجانب المصرى لتهنئة الجانب الإماراتى على العيد الوطنى يوم 2 ديسمبر، وحضور الرئيس المصرى جانبًا من هذه الاحتفالات مع تبادل الرئيس المصرى والشيخ محمد بن زايد والشيخ محمد بن راشد وجهات النظر المختلفة حول العلاقات الثنائية بين البلدين وبعض الملفات ذات الاهتمام المشترك، هذا هو نص البيان الرسمى المتوقع من جانب المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، وبعيدًا عن هذا الأمر الشكلى، ثمة العديد من التساؤلات تطرح حول هذه الزيارة من حيث التوقيت (بعيدا عن العيد الوطنى)، وأبعاد الزيارة؟ (1) عمرو موسى (شاهد) فى أعقاب زيارة الشيخ محمد بن زايد للقاهرة فى 10 نوفمبر 2016، قام السيد عمرو موسى بزيارة لدولة الإماراتالمتحدة استمرت عدة أيام، وهو ما دفع بعض المحللين لإعلان عن دور جديد يلعبه السيد عمرو موسى خلال الأيام الماضية فى العديد من الملفات الإقليمية، فما بين زيارة قام بها السيد عمرو موسى لرام الله بفلسطين برفقة السيد أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية خلال الأيام الماضية، تحت مسمى افتتاح متحف ياسر عرفات أبو عمار، حيث حاول السيد عمرو موسى لعب دور لحل الأزمة السياسية المستمرة بين أبو مازن ومجموعة الرباعية العربية، وإقناع أبو مازن بالعدول عن الاستمرار فى سيناريو الإقصاء السياسى لما يسمى (الدحلانيين) والقبول بطرح الرباعية العربية، واستمرار للدور الجديد للسيد عمرو موسى فى لعب دور الوساطة بين بعض الأطراف الإقليمية جاءت الأزمة السعودية المصرية لتعطى مساحة أكبر للسيد عمرو موسى وبترحيب إماراتى للعب دور فى تقريب وجهات النظر لما يتمتع به السيد عمرو موسى من قبول لدى السلطات السعودية، وسوف تجيب الأيام القليلة القادم عن تساؤل هل نجح الوسيط غير الرسمى فى تحقيق تقارب بين مصر والمملكة السعودية؟ (2) القمة الخليجية تنعقد القمة الخليجية يومى 6/7 ديسمبر بدولة البحرين، تلك القمة التى تواجهه العديد من التحديدات الداخلية بدول مجلس التعاون الخليجى (من حيث انخفاض أسعار النفط – والأبعاد الأمنية – والحرب على اليمن - والوضع السورى) أو الإقليمية (إيران) الحاضر الدائم على مائدة القمة الخليجية والعلاقة مع تركيا فى أعقاب تفعيل صيغة التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجى وتركيا، وستكون العلاقات المصرية السعودية حاضرة فى الغرف المغلقة بجانب تصعيد قطر السياسى ضد مصر فى أعقاب أزمة الفيلم المعروف باسم (العساكر) والذى تم عرضه على قناة الجزيرة القطرية منذ أربعة أيام. وهو ما يجعل من الحضور المصرى فى أروقة القمة متمثل فى الوساطة أو بشكل حضور فعلى من الرئيس عبد الفتاح السيسى. (3) سلمان والكويت يقوم الملك سلمان بن عبد العزيز بزيارة لدولة الكويت فى أعقاب انعقاد القمة الخليجية بدولة البحرين، وعلى الرغم من إعلان الجانب السعودى عن تفاصيل اللقاء والذى يتمحور حول اتفاق بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت لاستئناف استخراج النفط من حقل الخفجى المشترك الواقع فى المنطقة المحايدة بين البلدين. بجانب بعض المناقشات الخاصة بالأوضاع الإقليمية، إلا أن دور دولة الكويت خلال الأيام الماضية الخاصة بعمل وساطة بالتنسيق مع الجانب الإماراتى لتقريب وجهات النظر بين الجانب المصرى والجانب السعودى يجعل من احتمال وضع سيناريو أن تكون دولة الكويت هى محطة النهاية بالنسبة للازمة المصرية السعودية، ويتوقف هذا المشهد النهائى على تفاصيل اللقاء المحتمل بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والشيخ محمد بن زايد خلال الساعات القادمة.