لقت تلميذة بالصف الأول الابتدائب في أسوان مصرعها، اليوم الأحد، دهسًا تحت عجلات أتوبيس المدرسة، الذي كان يقلها إلى المنزل. تلقى اللواء مجدي موسى، مدير أمن أسوان، إخطارًا من مأمور قسم أول شرطة أسوان، بمصرع راندا خيري نور الدين، 6 سنوات، تلميذة بالصف الأول الابتدائي بمدرسة السلام أكاديمي، بعد أن دهسها الأتوبيس الخاص بالمدرسة، الذي كان يقلها إلى منزلها بمنطقة حي العقاد. كشف تحريات المباحث أن الواقعة، حدثت عقب نزول التلميذة من الأتوبيس، إذ سقطت أسفل عجلات الأتوبيس من ناحية الخلف ليدهسها، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة. تحرر محضر رقم 6859 لسنة 2016 قسم أول أسوان بالواقعة. وحمل والد الطفلة، خيري نور الدين، تاجر، المدرسة ومشرفة الأتوبيس والسائق، المسئولية في وفاة ابنته. وقال نور الدين، ل"التحرير" إن واقعة الوفاة حدثت أثناء موعد وصول ابنته إلى المنزل، إذ تم تركها على بعد مسافة كبيرة من المنزل، رغم أنه من المفترض توصليها حتى العمارة السكنية التي تقيم بها. وأضاف أنه على الرغم من المصروفات الكبيرة التي تتقاضاها المدرسة، وتتراوح ما بين 5 إلى 7 آلاف جنيه في العام الدراسي، إلا أنها مع تتعامل مع أولياء الأمور على أساس الربح والمال دون العناية بأبنائهم، موضحًا: "كأننا ندفع المال لقتل أبنائنا بأيدينا". وذكر علاء فيصل قناوي، محام أسرة الطفلة، أن مشرفة الأتوبيس أقرت في محضر الشرطة بوجود أكثر من ٤٧ تلميذًا في الأتوبيس، رغم أن سعته الرسمية ٢٨ تلميذً، كما أن إدارة المدرسة لم تخصص سوى مشرفة واحدة فقط أمام هذا الكم الهائل من التلاميذ، الأمر الذي أدى وفاة التلميذة نتيجة الإهمال. وتابع قناوي، ل"التحرير"، أن إدارة المدرسة تتحمل المسئولية كاملة، إذ أنها تتقاضى سنويًا ١٥٠٠ جنيه عن الطالب الواحد نظير توصيله بأتوبيسات المدرسة، متسائلًا: "من يحمي أرواح أبناءنا من جشع مسئولي المدارس الخاصة؟، ومن يستطع إيقاف مثل هذه المهازل؟". وكشف أن طبيب المدرسة أثناء إجراءه الكشف الطبي وإعداد تقرير أسباب الوفاة، أكد أن الوفاة نتيجة لسكتة قلبية، وذلك لحفظ ماء وجه المدرسة، رغم أنه أثناء نقل الطفلة إلى المستشفى كان التقرير مغاير تمامًا، إذ ذكر أن الوفاة نتيجة لكسر وتهشم في الجمجمة. وطالب المحامي، النيابة العامة بأسوان، أثناء التحقيق في الواقعة، بمعاينة الأتوبيس، الذي تم إخفاءه من قِبل إدارة المدرسة، بحسب قوله، موجهًا اتهاماته لمدير وإدارة المدرسة والمشرفة وسائق الأتوبيس.
