لم ننتهِ بعد من الدستور -الذى ما زالت ولادته متعثرة- ولا أحد يعرف على أى نظام انتخابى ستكون الانتخابات، ورغم أن ذلك ليس مطلوبا نصه فى الدستور.. فإن بدأ الكلام عن تحالفات انتخابية قد بدأ. .. وهناك الشامى والمغربى فى هذه التحالفات. .. ودخلت أحزاب وحركات على الخط وكأنها تفرض شروطا من الآن. .. وتحاول أن تقنع نفسها أنها صاحبة سطوة ونفوذ الآن. .. وذلك رغم أنه ليس لديهم أى صدى أو تأثير فى الشارع. .. فبالله عليكم هل أى واحد «مسك» أى حزب يحاول أن يكون له أى دور فى الشارع الآن. .. هل أى واحد مسك أى حزب يحاول أن يشرح للناس إرهاب الإخوان الذى تحاول الجماعة فرضه على الناس الآن! .. هى أحزاب لا تفعل شيئا ومنزوعة الدسم من السياسة والرؤية.. ربما تسعى إلى مصالح قياداتها الشخصية فقط. .. ولعلنا نرجع إلى بعض تلك الأحزاب فى مواقفها والتى كانت حظيرة خلفية للأنظمة السابقة.. نظام استبداد مبارك.. ونظام فاشية الإخوان. .. والغريب أنه حتى الآن نرى قيادات حزبية شاركت النظامين.. وتصر على الوجود حتى الآن.. وتحاول أن تغير جلدها.. وتسعى أن يكون لها دور هذه المرة بعد أن كانت فى خدمة النظام وأجهزته.. وكانت تقدم نفسها على أنها الحليفة فكانت شريكة فى ما جرى! .. لكن الآن تريد قياداتها أن تَرث استبداد نظام مبارك وفاشية نظام الإخوان.. وتقدم نفسها على أنها البديل. كل ذلك رغم أنهم يثبتون كل يوم أنهم فاشلون وليس لهم وجود فى الشارع. .. ولا يصدّقهم الناس. .. والأكثر غرابة أن هناك منهم فى لجنة الخمسين.. ويحاول بقدر ما يستطيع تطويع بعض القضايا والمواد الصالحة ويفسر كل شىء وفقا لمصلحته فقط.. ولعله غريب أيضا أنه مكشوف لكثير من أعضاء اللجنة، إلا أنهم لا يتحدثون وكأنهم فى حالة تواطؤ مع تلك الحالات. .. هؤلاء -وغيرهم- يحاولون الآن الضغط بما يدعونه من تحالفات انتخابية لوضع قانون لصالحهم!! .. فهم يريدون الزج بموضوع انتخابات القائمة مرة أخرى.. ويحاولون فرضه.. وكأنهم لن يستطيعوا الوصول إلى البرلمان إلا بذلك.. وهم فعلا كذلك، حيث ليس لهم وجود فى الشارع.. ولكن يريدون استغلال القائمة وادعاء النفوذ وبالأموال التى يصرفونها فى أى شىء -وشراء بعض الذمم- من أجل الحصول على مقاعد برلمانية.. ولعل هناك من يعتقد أنه سيرث الحزب الوطنى باستبداده وفساده.. وسيرث الإخوان بكذبهم وتضليلهم وفاشيتهم.. وأن أغلبية البرلمان القادم فى عبّه.. ولا مانع لديه أى يفعل أى شىء وأن يدفع مقدمات لذلك.. وماذا سيضيره وهو قد دفع بالمجان من قبل.. وقدم فروض الولاء والطاعة للأنظمة السابقة، ولم يحصل سوى على الفئات من تسهيلات وأراضٍ وغيره.. كان يحصل عليها خدامون النظام مثله. .. فللأسف الكل ما زال يسعى إلى مصالح شخصية ولا ينظر أبدا إلى مستقبل هذا البلد ومصالح مواطنيه. فالتفكير فى الانتخابات والتحالفات «المنفعية» الوهمية لن ينفع البلاد ومواطنيه بتلك الطريقة. .. ولعلنا نذكر أن البعض من هؤلاء كانوا فى تحالفات مع الإخوان فى انتخابات أدت إلى فاشية واستبداد.. وظلوا حتى آخر لحظة داخل مجلس الشورى «الباطل»!! .. لو كانوا مهتمين بمصالح الناس ومستقبل الوطن لاهتموا بالدستور الآن ومواده ليكون نقلة حقيقية إلى مجتمع ديمقراطى.. بدلا من تركه للصراع والخناقات حتى داخل الجماعة الواحدة كما يجرى الآن فى القضاء! .. يا أيها الذين فى الأحزاب وتبحثون عن تحالفات وهمية.. حرام عليكم.