تجريف 2436 فدان من المزارع لملاحقة التكفيرين والجيش يعوض أصحابها لم تُنهك الحرب المستعرة بين الجيش والجماعات الارهابية فى شمال سيناء المواطنين فقط، ولكنها طالت الشجر والثمر بعد أن ترك المزارعون حبات الزيتون تواجه مصيرها بمفردها اما ان تصمد لحين التمكن من جنيها او تتساقط من على الافرع وتموت على الأرض. تعد شمال سيناء من المحافظات التى تنال شهرة عالمية فى انتاج وتصدير زيت الزيتون خلال موسم وجنى ثمرات الزيتون والذى يبدأ من أوائل شهر اكتوبر وحتى اواخر نوفمبر من كل عام، ولكن الأعوام الماضية قل الانتاج كثيرًا بسبب اشتداد الحرب على الارهاب وتردي الأوضاع الأمنية والأهم من ذلك تجريف اشجار الزيتون فى مدينتى رفح والشيخ زويد وجنوبالعريش لدواع أمنية. جرفت قوات الأمن فى شمال سيناء عدد كبير من مزارع الزيتون والخوخ على جانبى العديد من الطرق الرئيسية فى مدن المحافظة وكذلك فى محيط جميع الارتكازات الأمنية نتيجة أخذ العناصر المسلحة للاشجار ستارًا لتنفيذ هجماتهم الارهابية على القوات العاملة فى المحافظة، بالإضافة إلى تجريف مساحات واسعة فى المنطقة العازلة بعمق 1500 متر داخل الأراضى المصرية بمدينة رفح الحدودية مع قطاع غزة. يعتمد عدد كبير من أهالى شمال سيناء خاصة مدن العريش والشيخ زويد ورفح على زراعة الزيتون واخرون وظيفتهم شراءه وعصره وبيعه. أشجار مفخخة "سليمان.ج" من الشيخ زويد، يؤكد أن الوصول للمزراع اصبح صعبًا للغاية، وحتى اذا تمكن المزراع من الوصول لمزرعة يتخوف من دخولها بسبب زرع المسلحون لعبوات ناسفة بين الأشجار لتفجيرها فى الآليات الأمنية والقوات المترجلة خلال تنفيذ الحملات الأمنية، مشيرًا الى أن بعض المزارع تحولت الى حقول الغام كبيرة. يقول "حمادة.أ" صاحب مزرعة زيتون، «أصبح الوصول إلى مزارعنا جنوب مدينة العريش ممنوعًا فى ظل الأوضاع الأمنية التى تشهدها المحافظة»، مضيفًا أن جزء من مزرعته تم تجريفه لأسباب أمنية، أما الجزء الأخر لا يستطيع الوصول اليه لأنه قد يتعرض للقتل أو الإعتقال لأن المنطقة التى بها مزرعته اصبحت مسرح عمليات بين قوات الأمن والجماعات المسلحة. تناوب المواسم داخل معصرة جنوبالعريش يتابع الحاج "فؤاد حلمي" عماله على ماكينات عصر الزيتون فى محاولة لانهاء أكبر كمية من عصر الزيتون لاستقبال كميات آخرى تاتى بين الحين والآخر على سيارات ربع نقل. يؤكد "حلمى" أن موسم الزيتون "مبقاش زى الأول" وهناك انخفاض كبير فى الكميات التى تأتى للمعصرة عن الماضى قبل سنوات، مشيرًا على أن مواسم الزيتون معروف انها بالتنواب بين الأعوام بمعنى؛ ان عام يكون انتاج الاشجار وفيرا وأعوام محدودا، لافتًا أن العام الماضى كان الانتاج قليل بناء على عوامل الزراعة وكان من المفترض أن يكون هذا العام نسب الانتاج أكبر ولكن حتى الآن الملاحظ انها محدودة بسبب عوامل تجريف المزارع، وعجز المزارعون عن الوصول للأخرى لدواع أمنية. الأمن متفهم يشير "حلمى" إلى أن أجهزة الأمن تتفهم وضع معاصر الزيتون فى الوقت الحالى وأنه موسم جنى وعصر لثمار الزيتون لذلك فهمى تسمح للمعاصر بالعمل على مدار الساعة حتى بعد وقت حظر التجوال فى مدينة العريش والذى يبدأ فى الواحدة صباحًا من كل يوم، مضيفًا أن عددًا من المدرعات والضباط حضروا الى المعصرة فى احد الأيام بعد وقت حظر التجوال وتحدثوا معهم بكل احترام وتفهموا وضعية الموسم ومن ثم انصرفوا دون أدنى مشكلة. تعويضات المزارعين من جانبه أفاد المهندس عاطف مطر، وكيل وزارة الزراعة فى شمال سيناء، أن عدد الأشجار التى تم تجريفها فى المنطقة العازلة بمرحلتيها الأولى والثانية بعمق 1000 متر داخل الأراضى بلغ 213.169 على مساحة 2436 فدان، مؤكدًا أنه تم صرف 71 مليون جنيه تعويضات لأصحاب المزارع التى تم تجريفها وجار حصر باقى المزارع لتعويض اصحابها. الحل ترعة السلام اضاف صاحب معصرة ل "التحرير" أن الأمل الوحيد لانقاذ الزراعة بشمال سيناء هو ترعة السلام، مشيراً ان الخطة لدى الدولة ان يتم توصيل الترعة إلى مدينة بئر العبد، ولكن الأفضل أن يتم مدها إلى منطقة السر والقوارير بوسط سيناء لأن التربة هناك افضل حالاً للزراعة منها فى الشمال.