تستمر سياسة التجريف بعد تغيير الهوية، ووضع مسامع ونظر أهالى سيناء أمام الحرب وليس شئ غيرها، بعد وعود التنمية، فعلى الطريقة الصهيونية، قامت قوات الجيش المتمركزة فى شمال سيناء، بتدمير محصول الزيتون، حيث تم تجريف وحرق العديد من المزارع فى الأيام الأخيرة، تحت دعاوى الأمن ومحاربة الإرهاب، وما تبقى من هذه المزارع يعجز أصحابها عن جمع المحصول الذي تساقط معظمه على الأرض بعدما طابت الثمار على الأغصان ولم تجد من يقطفها، ما يهدد الصناعة والمحصول القومي الأول في سيناء والذى تشتهر به المنطقة، فضلا عن توقف مانع الزيتون عن العمل لغياب الثمار. وقال سليم حسان، صاحب إحدى مزارع الزيتون بمنطقة العقدة جنوب الطريق الدائري لمدينة العريش، إنه لا يستطيع الذهاب إلى مزرعته خوفا من الإصابات في ظل اشتباكات مسلحة بشكل مستمر وقوات الجيش تطلق الأعيرة النارية على مدار الساعة تجاه مزارع الزيتون خوفا من اختباء عناصر مسلحة بها، ما يجعل الذهاب إلى المزرعة بمثابة الانتحار المحقق، إذا استطاعت الوصل إليها أساسا بسبب التشديدات الأمنية والعمليات المسلحة طوال الوقت. وأضاف حسان حسب ما نشره موقع "البديل"، أن جزءا كبيرا من مزرعته أحرق خلال عمليات المداهمة، ومنذ منتصف سبتمبر الماضي وحتى منتصف نوفمبر يبدأ موسم الحصاد، والثمار نضجت في جميع المزارع تقريبا، بل بدأت تتساقط على الأرض ولا يستطيع أي أحد الاقتراب من مزرعته لجنى الثمار، متابعا أنه لا يعلم من أين سيوفر مدخراته ونفقاته طوال العام، لاعتماده على المحصول في تدبير احتياجاته واحتياجات أسرته. وأوضح محمد ربيع، صاحب معصرة زيتون، أن المصانع والمعاصر توقفت لعدم وجود إنتاج رغم توفره في المزارع، مؤكدا أن أسعار زيت الزيتون سجلت ارتفاعًا خلال موسم حصاد الزيتون الحالي في سيناء بنحو 40 %، مقارنة بالعام الماضي، نظرًا لقلة المعروض من الإنتاج، بالإضافة إلى تجريف مساحات من الأراضي المزروعة بالزيتون نتيجة المداهمات العسكرية لأوكار المسلحين في مدينتي العريش والشيخ زويد. وتابع ربيع أن زيت زيتون سيناء ذو شهرة عالمية ويستخدم في العلاج، ويحتوي على الفيتامينات المختلفة خصوصًا فيتامين A&E ، لافتا إلى أن هناك نوعين من أشجار الزيتون في سيناء، الأول في المزارع وأشهر مناطق زراعته "المزرعة بوادي العريش، والخروبة بالشيخ زويد"، وهناك مناطق أخرى متفرقة، منها ببئر العبد ووسط وجنوبسيناء، وهذا النوع يستخرج منه زيت الزيتون السيناوي التجاري، أما النوع الثاني، نادر وموجود في مناطق وعرة بالجبال، ويسمونه ب"البعلي" ومن أجود أنواع الزيوت ليس في سيناء فقط، بل في العالم كله وهو بالنسبة للخصائص العلاجية لزيت الزيتون ليس له مثيل خصوصًا إذا استخرج بالعصر على البارد. وتوقع عاطف مطر، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة شمال سيناء، خسارة العشرات من أصحاب مزارع الزيتون الواقعة في مناطق جنوب مدينة العريش والشيخ زويد ورفح، محصولهم، وهي "أبو طبل، العقدة جنوب الطريق الدائري لمدينة العريش، منطقة التومة وبها تجمعات الحمرواي، اللفتات، الزوارعة، الرطيل، والجميعي جنوب الشيخ زويد، والجورة جنوب رفح"؛ بسبب الأوضاع الأمنية، مؤكدا أن مديرية الزراعة لا يوجد بها حصر دقيق بالمساحات المنزرعة زيتون نظرا لصعوبة دخول بعض الأماكن.