تصدر خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس التاريخي في الأممالمتحدة أمس، الذي تقدم فيه بطلب رسمي لمجلس الأمن بالحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، صفحات الجرائد الأمريكية والبريطانية، التي قالت إنه يتوج أسبوعا من العمل الدبلوماسي والشد والجذب في الأممالمتحدة الذي هيمن عليه الطلب الفلسطيني، وأعاد الاهتمام بواحد من أكثر الصراعات تعقيدا في العالم. عباس تحدى أسبوعا من المقاومة الدبلوماسية العنيفة ليقدم طلب فلسطين لعضوية كاملة بالأممالمتحدة، بحسب صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية، التي قالت إن عباس صدق وعده بالمضي في الخطوة التي لاقت انتقادات حادة من الولاياتالمتحدة ودول أوروبية وأثار غضب إسرائيل.
وقالت الصحيفة إن الفلسطينيين أقدموا على هذه الخطوة بعد ما شعروا بخيبة الأمل طوال عقدين من مفاوضات السلام الفاشلة، وغياب الضغط الدولي على إسرائيل، وإنهم ذهبوا إلى الأممالمتحدة رغم أنهم واثقون من أن الفيتو الأمريكي جاهز لتحطيم آمالهم.
وأشارت إلى أن تحرك عباس أعقب محاولة دولية فاشلة لتعديل مسار الفلسطينيين باتجاه الجمعية العامة للأمم المتحدة بدلا من مجلس الأمن للحصول على درجة دولة غير عضو، وبلورت أسبوعا من الدراما التي كانت الأممالمتحدة مسرحا لها وفرض الطلب الفلسطيني هيمنته عليها. غير أن طلب الرئيس الفلسطيني بحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية لن يحدث تغييرات فورية على الأرض، فإسرائيل ستظل قوة احتلال في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية، فيما ستواصل تشديد حصارها على قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة حماس، فضلا عن أن الأمر قد يستغرق أسابيع أو شهور قبل أن يتحرك مجلس الأمن.
الصحيفة نبهت أيضا إلى أن هذا التحرك من جانب الفلسطينيين سوف يضع الفلسطينيين في مواجهة مباشرة مع الولاياتالمتحدة التي هددت باستخدام الفيتو ضد عضوية الدولة الفلسطينية في مجلس الأمن، مرددة نفس المبرر الإسرائيلي بأن الدولة يمكن أن تتحقق فقط من خلال المفاوضات المباشرة بين الجانبين لإنهاء صراع دموي طويل.
وتابعت أنه على الرغم من تعهد عباس بمنع العنف، إلا أن تجدد أعمال العنف أمر وارد أيضا، نتيجة لشعور الفلسطينيين بالإحباط.
صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية قالت إن عباس بتقديمه الطلب الرسمي، مهد الساحة لهزيمة محققة لهذا المسعى في مجلس الأمن، حيث تعهدت واشنطن بعرقتله.
وقالت إن عباس كرس الجانب الأكبر من خطابه لتجييش المشاعر ضد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وألقى باللائمة على إسرائيل بسبب سياستها الاستيطانية في الضفة الغربية وفشل جهود السلام، فقد قال إن كل مبادرة وجولة جديدة من المفاوضات تحطمت على صخرة المشروع الاستيطاني الاسرائيلي.
وأشارت إلى أن خطاب عباس الذي استغرق 43 دقيقة، قوبل بتهليل حماسي من جانب المستمعين له، حيث تجاوبت الوفود الحاضرة مع الأجزاء المهمة منه، ومن بينها إشارته إلى الرئيس الراحل ياسر عرفات، ووقفت الوفود من أنحاء العالم وبخاصة من مصر وسوريا ولبنان والكويت لتحية عباس وسط تصفيق وصفير حارين بينما يلوح عباس بالطلب الرسمي من فوق المنصة، فيما ظلت وجوه السفيرة الأمريكية في الأممالمتحدة سوزان رايس وأعضاء الوفود الإسرائيلي ساكنة كجمود الصخر.