كتبت: شيماء محمد بعد أن أنهى تلاوته للقرآن بصوته العذب في أول أيام شهر رمضان الماضي، أثنى السيد الخامنئى عليه قائلًا: إن "سعيد طوسي نموذج للشاب الإيراني المسلم الذي يجب على كل شباب إيران الاقتداء به". "سعيد طوسي" يبلغ من العمر 46 عام، وهو قارئ القرآن الأول والأشهر في إيران والملقب أيضًا بقارئ بيت المرشد لمصاحبته للخامنئي في كل الاحتفالات الدينية التي تقام. مثَّل "طوسي" إيران في أغلب مسابقات حفظ القرآن الدولية، والآن هو من يقوم بتعليم صغار المقرئين ومرافقتهم في كل المسابقات خارج البلاد. اللطمة الكبرى جاءت منذ أسبوع، عندما أذاع برنامج "صوت أمريكا" بالفارسية الذي يُبث من واشنطن شهادات صوتية لثلاثة من طلاب سعيد طوسي يتهمونه بالاعتداء عليهم جنسيًا أثناء مصاحبته لهم في أحد المسابقات الدولية، ويتراوح أعمارهم بين ال12 و14 عامًا. وصرح والد أحد الضحايا للبرنامج، أنه تقدم بشكوى ضد "طوسي" منذ ثلاث سنوات/ لكن مسؤوليين كبار تحدثوا معه لمنعه من تضخيم الأمر، مؤكدين أن السيد على الخامنئي بنفسه سوف يتعامل مع هذه القضية - وفي نهاية الأمر لم يحصلوا على أي حق، وظل طوسي يظهر في كل مناسبة مما دفعهم للتحدث إلى وسائل إعلامية خارج إيران. وفي هذا السياق، نشر موقع "آمد نيوز" الإخباري الإيراني تصريح على لسان أحد المقربين من المرشد الخامنئي رفض ذكر اسمه، أن الخامنئي على علم بارتكاب "طوسي" لتلك الأفعال المشينة منذ نحو 8 سنوات، وأنه واجهه ذات مرة وأمره بالاستتابة - وبالفعل قام طوسي بكتابة رسالة توبة ووعد الخامنئي بعدم تكرار فعل تلك الفواحش مرة أخرى. هذا ما أكده رئيس السلطة القضائية "صادق لاريجاني" الذي صرح لنفس الموقع، بانه تلقى رسالة توبة من طوسي في الماضي، وتم إغلاق ملف اتهامه بالاعتداء الجنسي بأوامر مباشرة من الخامنئي الذي برر الأمر بأنه محاولة من أعداء إيران لتلويث سمعة البلاد. الأمر المثير للدهشة هو تعليق طوسي نفسه على تلك الاهتمامات، حيث أذاع برنامج صوت أمريكا بالفارسية أيضًا تسجيل صوتي مُعلقًا على اتهام الطلاب له بالاعتداء الجنسي عليهم، قائلًا: إن "الخامنئي على علم بكل ذلك وفي حالة تقديمه للمحاكمة سيقوم بفضح 100 شخصية من رجال الدين المقربين للنظام متورطيين بقضايا اغتصاب جنسي ضد الأطفال". وأفاد موقع "آمد نيوز" نقلًا عن مصادره الذين رفضوا الافصاح عن هويتهم، أن جهة تابعة للحرس الثوري عقدت اجتماعًا طارئًا بخصوص قضية طوسي، وقررت فيها التخلص من الأخير للحفاظ على سمعة النظام الإيراني والمرشد، لكن لم يتم التأكد من صحة تلك المعلومات إلى الآن. وبعد كل تلك الضجة المثارة حول "طوسي"، أعلن بالأمس "محسن آجئي" المتحدث الرسمي باسم السلطة القضائية في إيران، أنه صدر حكمًا بعدم الملاحقة القانونية لطوسي وهذا الحكم نهائيًا، مضيفًا أن القضية قد أحيلت إلى قاض متدين وذو خبرة وسيستمر التحقيق فيها بمزيد من الدقة، مؤكدًا أنه يجب على الإعلام عدم تناول تلك القضية لأنه في مثل تلك الأمور تنتهي بضرر المشتكي أكثر من المتهم وأحيانًا تسبب رواج الفاحشة على حد تعبيره.