بعنوان "مبادرة الجهاد الإسلامي"، قال موقع "نيوز وان" الإخباري العبري إنَّ تنظيم الجهاد الإسلامي الفلسطيني تقدَّم بمبادرة سياسية جديدة لكل الفصائل الفلسطينية تدور حول مصالحة وطنية شاملة، وإلغاء اتفاقية أوسلو وتفجير انتفاضة ضد إسرائيل، لكن في المقابل رفضت حركة فتح المبادرة التي تزيد من عزلة محمود عباس أبو مازن في الحلبة الفلسطينية. وأضاف الموقع - في تقريره المنشور اليوم الأحد: "تنظيم الجهاد الإسلامي لديه علاقات طيبة مع حركة حماس في قطاع غزة، وهي العلاقات التي تسمح له بالعمل بحرية وبناء قوته العسكرية بما في هذا التسلح بصواريخ ووسائل مضادة للدبابات، والتنظيم يتم تمويله عسكريًّا وماديًّا من إيران لكن لديه علاقات طيبة أيضًا مع المصريين". وتابع: "في الماضي توسط رمضان شلح قائد التنظيم عدة مرات بين مصر وحماس ونجح في إقناع المصريين بإلغاء قرار قضائي صنف حماس كحركة إرهابية، كما توجد علاقات وطيدة وطيبة لشلح مع المخابرات المصرية وهو حريص على الحفاظ على تلك العلاقات، وتنظيم الجهاد الإسلامي الفلسطيني يخضع لتعليمات حماس والمتعلقة بعدم إطلاق صواريخ تجاه إسرائيل في إطار وقف النار الذي تم التوصل إليه منذ سنوات بوساطة مصرية بعد عملية الجرف الصامد التي قامت بها تل أبيب قطاع غزة، وعلى هذا فإنَّ الجهاد يخضع لإمرة حماس على عكس المنظمات السلفية الجامحة في قطاع غزة". وأوضح الموقع: "في خطاب ألقاه شلح مؤخرًا، شنَّ هجومًا لاذعًا على مشاركة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في جنازة الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز، واقترح شلح مبادرة جديدة من عشر نقاط للخروج من الأزمة الفلسطينية الداخلية، على رأسها إعلان عباس إلغاء اتفاقيات أوسلو، وإلغاء الاعتراف بدولة إسرائيل، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية في إطار وطني عام، والقيام بانتفاضة شاملة ضد الاحتلال، والقضاء على الانقسام وتحقيق الوحدة، والعمل مع مصر لإسقاط الحصار عن قطاع غزة، علاوةً على ملاحقة إسرائيل وقياداتها أمام الجنائية الدولية على جرائم بالحرب وتعزيز المقاطعة الدولية لتل أبيب". وذكر الموقع: "مبادرة شلح تأتي على خلفية الأزمة القاسية التي تضرب الفصائل الفلسطينية، والعجز عن التوصل لمصالحة وطنية شاملة، وضعف منظمة التحرير في أن تكون مظلة للجميع، والعلاقات المتردية بين حماس والقاهرة التي تلقي بظلاها على حياة مواطني قطاع غزة، والبنود المركزية للمبادرة تتضمن تجديد الحوار الوطني وإلغاء أوسلو وانتفاضة ضد إسرائيل، وهذه البنود تتوافق جدًا مع أجندة حماس أكثر من السلوك السياسي لحركة التحرير والسلطة الفلسطينيتين، وهذه هي المرة الأولى التي تقترح فيها الجهاد الإسلامي مبادرة سياسية شاملة منذ قيام الأخيرة، وهي الأولى أيضًا التي يقدم فيها تنظيم فلسطيني برنامجًا عملياتيًّا لإصلاح الطريق السياسي الذي سارت عليه منظمة التحرير في اعترافها بدولة إسرائيل عام 1993". وجاء في التقرير: "حالة من الغضب انتابت أوساط فتح بسبب هذه المبادرة التي وصفوها بالمبالغ فيها وحيلة تهدف إلى زيادة شعبية الجهاد أكثر من كونها برنامج عملياتي.. واضح أنَّ عباس لا يمكنه قبول بنود هذه المبادرة التي تدعو لإلغاء اتفاقيات أوسلو وقيام انتفاضة شاملة ضد إسرائيل، وخلال الأسبوع الأخيرة فقط اعتقلت قوات الأمن التابعة لعباس عددًا من نشطاء الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، بتهمة التحطيط لعمليات عدائية ضد السلطة الفلسطينية وإسرائيل". وأوضح: "حقيقة أنَّ منظمة فلسطينية صغيرة مثل الجهاد تقترح مبادرة جديدة لحل الأزمة الداخلية بعد أن فشلت دولتان عربيتان هما مصر وقطر فيما يتعلق بكل البرامج والخطط اللاتي اقترحتاها للمصالحة الوطنية، هذا يشهد على أنَّ وضع الفلسطيني أخذ في التدهور بشكل خطير.. من قفز على هذا التطور الجديد هو محمد دحلان الخصم السياسي اللدود لعباس وذلك لكي يعزل نفسه عن رئيس السلطة وإظهار دعمه لفكرة الحوار الوطني وتحقيق الوحدة الفلسطينية". وقال التقرير: "على صفحته الخاصة بموقع فيسبوك، بارك دحلان المبادرة وقال إن بها قواسم مشتركة مع كل القوى الفاعلة بالحلبة الفلسطينية فيما يتعلق بموضوع الوحدة الوطنية، كما طالب مصر برعاية الحوار الفلسطيني، لكنه تجاهل تمامًا البنود المطالبة بإلغاء اتفاقيات أوسلو وإنهاء الاعتراف بإسرائيل، كذلك باركت حماس المبادرة ودعت كل الفصائل الفلسطينية لتأييدها". واختتم الموقع تقريره بالقول: "مبادرة شلح حدَّدت حالة الاستقطاب بين مواقف عباس وبين مواقف باقي الفصائل الفلسطينية، وكرئيس للسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير فإنَّه يتحمل مسؤولية العجز عن الخروج من الأزمة والتي زادت خطوة خلال أكثر من عشر سنوات من حكم عباس، وخلال عهد عباس ظهر الانقسام بين الضفة وقطاع غزة، وفقدت منظمة التحرير سلطاتها على قطاع غزة التي تحولة إلى كيان سياسي مستقل، ومنذ هذا الوقت فشلت كل محاولات عباس في التوصل لمصالحة وطنية، ووقع على ثلاث اتفاقيات مصالحة مع حماس لم تصمد وانهارت بعد وقت قصير".