احتفل الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور رمضان شلح بذكرى الانطلاقة التاسعة والعشرين مع قادة الحركة وقادة من حركة حماس بمدينة غزة. وتعزيزًا لمواقف حركة الجهاد الإسلامي التي تهدف دائمًا إلى توحيد الصف الفلسطيني الداخلي، طرح رمضان شلح، الأمين العام للحركة، الذي شارك بالأقمار الصناعية، مبادرة للخروج من الأزمة الفلسطينية الحالية. وخلال كلمته بمهرجان الانطلاقة، الجمعة الماضية، أكد شلّح أن إسرائيل غير قادرة على حماية نفسها، متسائلًا: كيف تظن بعض الأنظمة العربية أن إسرائيل قادرة على حمايتها، فالدولة العظيمة في وجهة نظر بعض القادة العرب، لم تستطع حماية نفسها أمام شباب يحملون سكاكين مطبخ، مستغربًا: كيف لم تحم الأنظمة التي سقطت عندما هبت الشعوب عليها وأطاحت بحكمها؟ ونصح شلّح الحكومات العربية برفض إسرائيل، قائلًا: الشعوب العربية الحرة ترفض إسرائيل وترفض الاعتراف بها ككيان طبيعي في المنطقة، مشيرًا إلى أن الشعوب هي التي يمكن أن تحمي الأنظمة، وليست إسرائيل، مضيفًا أن التخلي عن فلسطين للشراكة مع إسرائيل سيعمق الصدع بين الحكام والشعوب، مضيفًا أن منظمة التحرير التي مشت في جنازة بيرز، لا تمثل شريحة كبيرة من حركة فتح. وصادفت مبادرة شلّح قبولًا من بعض الحركات والقادة والمواطنين أيضًا، فمن جانبها عبرت الجبهة الشعبية عن انسجام بنود المبادرة مع مواقفها إلى حد كبير، وبحسب عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية، كايد الغول، فإن حركته ترحب بأي مبادرات أو حلول تُخرج الحالة الفلسطينية من الوضع الراهن الذي وصفه بالصعب، مشيرًا إلى أنه يجب التعامل مع المبادرة لحظة إطلاقها حتى لا تُهمل، منوهًا بضرورة إضافتها للجهود المبذولة من جميع الأطراف. وأكدت حركة فتح وجود إجماع وطني لبحث سبل الخروج من المأزق الفلسطيني الراهن، الذي سببه عدم إيفاء إسرائيل بالاتفاقيات المبرمة بين الجانبين، وبحسب عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، فإن حركته ستبحث الطريق الأنسب للخروج من المأزق الفلسطيني. موقف حركة حماس من المبادرة إيجابي جدًّا، لطالما كانت حماس تدعو لإلغاء اتفاقية أوسلو، حسب ما قاله ناطقها حازم قاسم، الناطق الإعلاقي باسم الحركة، أنه يجب إلغاء أوسلو لإعداد برنامج وطني موحد يدعم المقاومة، وطالبت الحركة بدعم المبادرة وإنجاحها. جدير بالذكر أن المبادرة تضمنت عشر نقاط رئيسة طُرحت للتوافق عليها، وقال الأمين العام رمضان شلح: من أجل وقف الانهيار، والمساهمة في الخروج من المأزق الفلسطيني الراهن، وموقع الإحساس بالمسؤولية، فإن حركة الجهاد الإسلامي تطرح النقاط التالية: أولًا: إعلان الرئيس عباس إلغاء اتفاقية أوسلو، حيث وعدت منظمة التحرير بدولة على حدود 1967 منذ 23 سنة، وحتى الآن لم تفِ بوعدها. ثانيا: إعلان منظمة التحرير سحب الاعتراف بدولة إسرائيل، فإن هذا الاعتراف كان سببًا في جميع المصائب والكواراث التي حلّت بالشعب الفلسطيني. ثالثًا: إعادة بناء منظمة التحرير لتشمل جميع القوى. رابعًا: إعلان المرحلة الحالية التي يعيشها الشعب الفلسطيني مرحلة تحرر وطني من الاحتلال، وأن قمة الأولويات يجب أن تكون لمقاومة الاحتلال بكل الوسائل بما يشمل الكفاح المسلح. خامسًا: إنهاء الانقسام لتحقيق الوحدة الوطنية، إضافة لصياغة برنامج وطني جديد وموحد. سادسًا: صياغة برنامج وطني لتعزيز صمود وثبات الشعب الفلسطيني على أرضه؛ نظرًا لأننا نخوض صراع الوجود مع عدو يعمل على حشد أكبر عدد من الفلسطينيين في أصغر مساحة ممكنة، في انتظار الظرف المناسب لتهجيرهم وإقامة «الدولة اليهودية» الخالصة التي يحلمون بها. سابعًا: التوقف عن تقسيم فلسطين أرضًا وشعبًا متمثلًا بالضفة الغربية وقطاع غزة، تأكيدًا أن الشعب الفلسطيني في كل فلسطين هو شعب واحد بقضية واحدة. ثامنًا: التواصل مع كل الأطراف العربية والإسلامية لتحمل المسؤولية التاريخية تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني والقدس والمسجد الأقصى، وأن يوقفوا سعيهم نحو العدو الذي يغتصب فلسطين، وأن يسحبوا المبادرة العربية من التداول، والعمل مع مصر على إنهاء حصار غزة، والسماح بإعادة الإعمار، وأوضح: فلا يعقل أن عبقرية مصر كما وصفها المفكر جمال حمدان، عاجزة عن التوفيق بين متطلبات الأمن القومي المصري ومساعدة الشعب الفلسطيني بفك الحصار الظالم عنه. تاسعًا: أن تلاحق منظمة التحرير دولة الكيان وقادتها أمام المحكمة الجنائية الدولية، وتعزيز حركة المقاطعة الدولية في كافة المجالات. عاشرًا: إطلاق حوار وطني شامل بين كل فئات الشعب الفلسطيني للوصول لمسار جديد يعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية.