التظاهرات الطلابية تجتاح أرجاء السودان كافة.. والمعارضة ترفض مبادرات و«رشاوى» النظام وتدعو إلى العصيان المدنى الطلبة شوكة قد تقصم ظهر البشير وإخوانه، فإصرار الشباب السودانى يبدو أنه لا يلتفت لا إلى قنابل الغاز ولا إلى الرصاص الحى، فهو مستمر فى طريقه للتظاهر والاحتجاج السلمى حتى إسقاط النظام. وخرج مساء أول من أمس (الأحد) وصباح أمس (الإثنين) الآلاف من الطلبة فى القسم الجنوبى بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا وغيرها من الجامعات فى الخرطوم وفى جامعة «الأحفاد للطالبات» فى أم درمان وولاية الجزيرة، وتصدت لرصاص الأمن والبلطجية بكل شجاعة، رافعين شعارات «البشير قاتل» و«حرية.. حرية»، مستمرين فى التظاهر لليوم السابع على التوالى. وسارت تلك التظاهرات فى كثير من المناطق الشعبية السودانية، والتى لاقت ترحيبا كبيرا من الشعب السودانى، خصوصا فى منطقة السوق الشعبية جنوبالخرطوم، والتى واجهها الأمن بعنف غير مسبوق، كما خرجت تظاهرات أخرى فى منطقة السجانة بالقرب من القصر الجمهورى، وفى شارع الأربعين، ومحطتى سنادة وعابدين فى أم درمان، علاوة على تظاهرات أخرى فى مدن شندى (شمال) وحلفا الجديدة (شرق)، وبورت سودان أكبر موانى السودان على البحر الأحمر. واستمرت استعانة قوات الأمن ب«البلطجية»، خصوصا فى تلك التظاهرات الليلية، التى خرجت خلال تأبين عدد من الشهداء، الذى سقطوا فى الاحتجاجات خلال الأيام الماضية، كما حدث فى ضاحية «بري» فى الخرطوم خلال تأبين الناشط صلاح سنهورى، والذى طرد منه نافع على نافع، مساعد رئيس الجمهورية السودانى، ووفقاً لآخر احصائية فإن اعداد القتلى تجاوز ال 214 شخصا. وفى المقابل، استمر توحد المعارضة السودانية تحت راية «تنسيقية الثورة السودانية»، التى أعلنت رفضها أى مبادرات للتسوية مع الحكومة السودانية الحالية، مؤكدة أن سقوط الدماء أسقط شرعية النظام.. كما أعلنت المعارضة رفضها لما وصفته ب«رشاوى النظام»، خصوصا بعدما أعلنت الحكومة عن استعدادها لزيادة رواتب موظفى الحكومة ابتداء من أكتوبر الجارى وزيادة الحد الأدنى للأجور بأثر رجعى.. وطالبت المعارضة بالشروع فى تنفيذ عصيان مدنى عام، يجبر النظام على الرضوخ لطلبات الشعب ويتنحى عن الحكم حقنا لدماء الجميع، والشروع فى تنفيذ خارطة طريق تنقل البلاد بعيدا عن الحكم العسكرى الدينى العنصرى. واستمر من جانبه النظام فى عمليات التعتيم الإعلامى الواسعة النظام، حيث ذكر موقع صحيفة «الانتباهة» أكبر صحف السودان، أن السلطات أغلقت الصحيفة، بسبب موقف الصحيفة اليومية ضد خفض دعم الوقود، والمساندة للثورة الشعبية.. كما شنت قوات الأمن كذلك حملة اعتقالات واسعة النطاق ضد مجموعة كبيرة من النشطاء وقادة الأحزاب المعارضة، مثل اعتقال ساطع الحاج رئيس المكتب السياسى للحزب الوحدوى الديمقراطى الناصرى، والناشط البارز غازى صلاح الدين، وابنة الناشط السياسى المخضرم حسن الترابى، ونجل شقيقه.. وقال النائب الأول للرئيس السودانى، على عثمان محمد طه، إن بلاده اجتازت مرحلة الاحتجاجات أكثر قوة ومنعة، مؤكدا مواصلة الحكومة السودانية فى تدابيرها الاقتصادية. ودعا خلال مخاطبته فى حفل تقديم مساعدات للأسر الفقيرة المتأثرة بقرار رفع الدعم عن المحروقات بالساحة الخضراء وسط الخرطوم السودانيين إلى عدم الجنوح نحو التخريب خلال الاحتجاجات.