أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، أن سبب استخدام روسيا حق الفيتو ضد مشروع القرار الفرنسي حول سوريا يعود إلى تحميل السلطات السورية كامل المسؤولية، دون أي ذكر للمعارضة. وقال إن موسكو كانت مستعدة لدعم مبادرة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، حول إخراج المسلحين من حلب، واقترحت على فرنسا إدخال تعديلات على مشروعها بهذا الخصوص، لكن باريس بعد التشاور مع واشنطن لم تأخذ بعين الاعتبار المقترحات الروسية، على خلاف الوعود التي قطعتها، وشدد في الوقت نفسه على أن مشروع القرار الروسي كان متوازنا. وأدرج بوتين الأحداث الأخيرة في مجلس الأمن في سياق الانتخابات الأمريكية، قائلا إن خطوات كهذه من شأنها خدمة مصالح الولاياتالمتحدة، عن طريق "تأزيم الوضع وإطلاق عنان الهستيريا ضد روسيا" في ظل الصراعات الانتخابية. وأكد الرئيس الروسي أن ما أسماها ب"سياسة الابتزاز والضغط على روسيا في تسوية الصراع السوري" لن تنجح، مشددًا على أن موسكو تقدر علاقاتها مع فرنسا، وتعدّها شريكًا ذا أولوية في أوروبا، وأن روسيا على استعداد للعمل مع جميع شركائها، بما فيهم باريس. وتعليقًا على قضية العلاقات بين موسكووواشنطن، قال بوتين إن موسكو قلقة من تدهورها، لكنه أكد أن هذا التردي لم يكن خيار روسيا. وقال: "إننا قلقون من تدهور العلاقات الروسية الأمريكية، ولم يكن ذلك خيارنا، لم نسع لذلك أبدًا، بل نريد أن تربطنا علاقات صداقة مع هذا البلد الضخم والعظيم والاقتصاد الرائد في العالم". وأضاف بوتين أن تحسين هذه العلاقات يتطلب احترام كل طرف لمصالح الآخر، والالتزام بعلاقات الشراكة، مشيرًا إلى أن الحوار مع إدارة أوباما "تُعقده محاولات واشنطن فرض شروطها". ولدى تطرقه إلى موضوع الانتخابات الرئاسية الأمريكية، شدد بوتين على أنه لا يجوز استخدام روسيا كورقة للتلاعب في المنافسة السياسية الداخلية بالولاياتالمتحدة، على حساب العلاقات الثنائية. واعتبر أن جميع المشاركين في السباق الرئاسي بالولاياتالمتحدة يحاولون تحقيق مكاسب، عن طريق استغلال الخطاب المعادي لروسيا، معربًا عن استعداد موسكو للعمل مع أي رئيس أمريكي منتخب، إذا رغب في التعاون مع روسيا. وفي سياق الحملات الإعلامية المضادة لموسكو، نفى الرئيس الروسي علاقة بلاده بمسألة "القرصنة الإلكترونية" على الحزب الديمقراطي في الولاياتالمتحدة، وقال "ليس المهم من قام بالقرصنة، لكن المهم هو المعلومات التى تم الكشف عنها".