كتب: محمد عطية - والإسكندرية: عمرو أنور تأكيدًا لما انفردت به «التحرير» منذ أسابيع، عندما نشرت أن السفير الإسرائيلى الجديد فى القاهرة ديفيد جوفرين سيزور الإسكندرية ومعه نائبه روعى روزنبيليت، فقد تمت الزيارة بالفعل أمس الأربعاء، وكانت زيارة خاطفة وسريعة، اقتصرت على زيارة المعبد اليهودي بمحطة الرمل ومقر القنصلية بمنطقة رشدى شرقي الإسكندرية. وأكدت مصادر خاصة ل«التحرير»، أن جوفرين زار الإسكندرية أمس والتقى خلال زيارته الخاطفة بشخصية غامضة لم يعرف بعد هويتها، واستمر اللقاء لمدة 3 ساعات داخل أحد مطاعم الأسماك الشهيرة بمنطقة بحرى. ولوحظ أن جوفرين لم يتناول الطعام الذى وضع أمامه، خصوصًا وأن المائدة كانت تحتوى على فواكه البحر مثل (الجمبرى، والكابوريا، والإستاكوزا) وهو الطعام الذى لم يناسب السفير حيث إنه محرم في الديانة اليهودية، وتوجه السفير بعد مأدبة الغداء إلى شارع النبى دانيال بمحطة الرمل ليتفقد معبد إلياهو حنابى أحد أقدم المعابد اليهودية بالإسكندرية، الذي تعرض لانهيار جزئي منذ مارس الماضى ولم يتم ترميمه بسبب عدم وجود ميزانية. التقى جوفرين خلال زيارته للمعبد، يوسف جاعونى رئيس الطائفة اليهودية بالإسكندرية، كما التقى «عم عبد النبي» المسلم الوحيد داخل المعبد وأحد أقدم الموظفين من النوبيين بالمعبد، وأضافت المصادر أن جوفرين قام بالمزاح مع عم عبد النبى مبديًا إعجابه به وبعمله داخل المعبد اليهودي بالإسكندرية خاصة وأنه ينتمى إلى النوبة. بعنوان «كلنا إخوة.. سفير إسرائيل في زيارة نادرة للأسكندرية"، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية عن قيام دافيد جوفرين السفير الإسرائيلي بأول زيارة من نوعها منذ سنوات التي تضم طائفة يهودية مكونة من 17 شخصًا فقط، لافتة إلى أنه التقى رئيس الطائفة في معبد النبي إيلياهو. وذكرت أن السفير الإسرائيلي جوفرين قام هذا الأسبوع بزيارة استثنائية للإسكندرية مع طاقم السفارة، والتقى برئيس الطائفة اليهودية هناك، وهي أول زيارة منذ سنوات لممثلية إسرائيلية في الأسكندرية. وقالت الصحيفة إن جوفرين كان قد تقدم بأوراق اعتماده قبل أقل من شهر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وخلال الزيارة التي قام بها واستمرت يومين، تجول فيها بالمعبد اليهودي الكبير في الإسكندرية، كما مر على مكاتب الطائفة اليهودية، لافتة إلى أن معبد النبي إيلياهو هو مبنى فاخر يعود للقرن ال19 تستخدمه الطائفة اليهودية بالمدينة الشمالية المصرية، وهي الطائفة التي ضمت حتى سنوات الثلاثينيات من القرن العشرين، أكثر من 20 ألف يهودي. وذكرت أن السفير التقى يوسف بن جاؤون رئيس الطائفة اليهودية بالإسكندرية، وسمع منه أنه لم يتبق في المدينة سوى 17 يهوديًا فقط، وأن الطائفة تحاول بذل أفضل ما في مقدورها من أجل معبد النبي إلياهو ومساعدة أعضاءها المحتاجين، ونقلت عن جوفرين قوله لبن جاؤون باللغة العربية واللهجة المصرية، قوله «إنني ممتن لك بسبب الزيارة اللطيفة والهامة»، لافتة إلى أن جاؤون رئيس الطائفة اليهودية الصغيرة بالأسكندرية رد على السفير بقوله «نحن سعداء لكونك هنا». وقالت إنه «من خلال مقطع الفيديو الذي نشرته السفارة الإسرائيلية بمصر؛ يمكننا رؤية المحادثة بين الاثنين في المعبد اليهودي، ويتضح من المقطع الآمال في أن ترمم الحكومة المصرية المكان»، ناقلة عن السفير قوله «نحن كدولة إسرائيل، دولة الشعب اليهودي، مهتمون جدا بهذا الأمر -يقصد ترميم المعبد- ومستعدون للمشاركة والتعاون مع الجهات ذات الصلة في هذا الشأن»، ورد عليه رئيس الطائفة اليهودية «كلنا إخوة، كلنا واحد، لا يوجد شخص أفضل من الآخر، نحن نرى نفس الشيء، إن شاء الله، سيتم تدبير كل شيء». ولفتت الصحيفة إلى أن السفير زار مكاتب الطائفة اليهودية التي تخدم أعضاءها ومن بينها محكمة حاخاماتيه دينية ومدرسة ومكاتب تسجيل وإصدار الشهادات، ومكاتب فرق رياضية مثل «مكابي الإسكندرية»، وغيرها، مضيفة أن جوفرين وصل إلى مكتبة الإسكندرية، التي وصفتها الصحيفة العبرية، بأنها تهدف إلى استمرار تراث المكتبة العتيقة بالمدينة، ولها أهمية لدول البحر المتوسط، مضيفة أنه «في هذا المكان خرجت الترجمة الأولى للتوراة، ورجال المكتبة التي لها أهمية كبيرة لكل دول البحر المتوسط بما فيها إسرائيل، يضعون لأنفسهم هدفا؛ ألا وهو الحفاظ وعرض القيمة الثقافية والحضارية بما فيها ما يتعلق باليهود.