عاد أول من أمس الأربعاء مجموعة من أعضاء الوفد المصرى الذى شارك فى مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد فى دورته الثالثة، وذلك بعد التعرض لاعتداءات وشتائم من جماعات مؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى، وذلك فى أثناء المشاركة فى المهرجان، وكان على رأس العائدين إلى القاهرة المخرج أحمد عاطف، والمخرج محمد أمين، والفنانة عبير صبرى والمستشار الإعلامى للشركة العربية التى كانت تشارك بفيلم «فبراير الأسود». وقد أرسلت نقابة المهن السينمائية مؤخرا خطابا رسميا إلى وزير الخارجية نبيل فهمى للتدخل فى الأمر، وحماية الوفد المصرى فى السويد، وإصدار إجراءات تضمن لهم العودة إلى مصر سالمين، وطالبته النقابة بمراجعة شاملة لجميع البعثات الدبلوماسية فى الخارج، حتى يتسنى استبعاد العناصر التى تسىء إلى ثورة مصر النبيلة. هذا وقد كشف مسعد فودة نقيب السينمائيين لجريدة «التحرير» أنه قام بالاتصال بأغلبية أعضاء الوفد المصرى هناك، وأكدوا له أن الموضوع بدأ مع بدء فاعليات المهرجان عندما ذهبوا إلى حفل الافتتاح، وفوجئوا بعدم وجود سياج أمنى، وتعرض الوفد المصرى للهجوم من قبل 50 شخصا، قاموا بسب الفريق أول عبد الفتاح السيسى واتهام المصريين بالدمويين والانقلابيين، ودخول هؤلاء الأشخاص حتى السجادة الحمراء للمهرجان دليل على غياب التنظيم الأمنى. وأشار فودة إلى أن الوفد تعرض إلى حادثة أخرى عندما ذهبو لتناول العشاء فى اليوم الثانى للمهرجان، وتعرضوا لنفس الشتائم والتهديدات بالإضافة إلى التلويح بالقتل ومُنعوا من دخول الفندق خصوصا الفنانة لبلبة، إلا أن الأمن قام بإدخالها من الباب الخلفى للفندق، وأكد أن ذلك تكرر للمرة الثالثة فى اليوم الذى تم فيه عرض فيلم «فبراير الأسود» فوجدو نحو 20 شخصا يتعرضون لهم بالشتائم، ويحاولون الاحتكاك بالوفد المصرى الذى قام بعض أفراده بالرد عليهم، فتعرض أحدهم للضرب. وتابع فودة أن المخرج أحمد عاطف بدء يتناقش مع هذه الجماعات لمعرفة ماذا يريدون واكتشف أنهم مجموعة من حماس، ماعدا شخص واحد فقط، ينتمى إلى جماعة الإخوان، وشارك فى اعتصام رابعة العدوية، وأكد عاطف لفودة أن هذه الجماعة يرأسهم شيخ يدعى أبو محمد، وتم الهتاف ضدهم لأنهم قتلة، ورفضوا ترك المكان إلا بأمر الشيخ أبو محمد الذى رفض هو الآخر وقال للمصريين «ليش بتقفلوا المعبر يا كفرة». وكشف فودة أيضا أن الوفد المصرى لجأ إلى رئيس المهرجان الذى يدعى محمد قبلاوى وهو فلسطينى الجنسية، ويتحدث مع هذه الجماعات بكل أريحية، فلم يكن أمامهم سوى اللجوء للسفارة، التى كانت أكثر تخاذلا من السفير الصرى الذى قام مرسى بتعيينه ويدعى سامى صادق. وتابع نقيب السينمائيين أن قرار عودة بعض أعضاء الوفد ليس خوفا ولا قلقا وإنما لأنهم وجدوا أن الأمر لم يصبح مهرجانا ولا احتفالية، والمناخ غير ملائم للاحتفال بفيلم، وقد قالت لبلبة إنها لولا التزامها بلجنة التحكيم لكانت قد حضرت إلى القاهرة هى الأخرى، ولو وجدت أى اعتراضات أو شتائم مرة أخرى ستترك المهرجان، وأكد فودة أن هناك اتجاه لمقاطعة المهرجان فى الدورات القادمة بعد ما حدث من أشياء لا يمكن تخيلها ويندى لها الجبين.