وجّه البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، ضربة قوية إلى جهود الرئيس الأمريكى باراك أوباما، للحشد والتحضير لشن عمل عسكرى ضد سوريا، بحجة استخدام نظام الرئيس بشار الأسد الأسلحة الكيماوية، حيث كتب على حسابه على موقع «تويتر» يقول ب9 لغات، «لا للحرب أبدًا.. لا للحرب أبدًا»، معربًا عن معارضته لأى حل عسكرى للنزاع الدائر فى سوريا. وفى تغريدة ثانية، كتب البابا، الإثنين الماضى، «نريد عالمًا من السلام، نريد أن نكون رجال ونساء سلام»، وفى ثالثة تساءل «كم من المعاناة، وكم من الخراب، وكم من الألم صنعه ويصنعه استخدام الأسلحة؟». ويتابع تغريدات البابا نحو تسعة ملايين «متابع» ب9 لغات، منهم 3.5 مليون بالإسبانية، و2.9 مليون بالإنجليزية، و86 ألفًا فقط باللغة العربية، ويمكن إعادة بثّها مما يزيد عدد متلقيها. وقد أعلن البابا، أمس، أن يوم السابع من سبتمبر الجارى يوم صوم وصلاة فى العالم أجمع، من أجل السلام فى سوريا وفى الشرق الأوسط، وذلك خلال صلاة البشارة، داعيًا جميع المسيحيين وأتباع الديانات الأخرى وغير المؤمنين، للانضمام إلى هذا اليوم. وكان البابا قد أدان بشدة استخدام الأسلحة الكيماوية، وقال «ما زالت محفورة فى قلبى وروحى الصور الرهيبة للأيام الأخيرة.. هناك حكم من الله وحكم من التاريخ على أعمالنا لا نستطيع الإفلات منه». وقد طرح أساقفة من المنطقة مخاوف من اندلاع نزاع عالمى، كررها الفاتيكان بعد التصريحات العلنية للبابا ضد أى حل عسكرى. وفى تصريح إلى إذاعة الفاتيكان، قال سكرتير المجلس البابوى للعدل والسلام (يعادل وزارة العدل) ماريو توسو، إن «النزاع فى سوريا يحتوى على كل المكونات لانفجار حرب عالمية». وقد كرر الهواجس التى عبّر عنها أسقف حلب أنطون أودو، وكررها من بعده آخرون. فى أثناء ذلك كشف الرئيس الأمريكى أوباما، النقاب عن أن الدفعة الأولى من مقاتلى المعارضة السورية الذين دربتهم وكالة الاستخبارات المركزية ال«سى آى إيه»، بدؤوا يتسللون إلى داخل سوريا، وتضم هذه الدفعة 50 عنصرًا. وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الرئيس أوباما قال ذلك أمس لدى استقباله فى البيت الأبيض السناتور الجمهورى البارز جون ماكين، الذى أعلن فى أعقاب الاجتماع دعمه لتوجيه ضربة عسكرية أمريكية إلى النظام السورى. وأوضح ماكين الذى يشكّل مع زميله ليندسى جراهام، جوقة قوية مؤيدة للتدخل فى شؤون الدول، ويدعوان إلى عملية عسكرية واسعة الناطق فى سوريا، أوضح أن «تصويت الكونجرس ضد القرار سيكون فى رأيى كارثيًّا. هذا الأمر من شأنه المساس بمصداقية الولاياتالمتحدة والرئيس الأمريكى، لا أحد يتمنّى ذلك»، مضيفًا «نريد العمل على القرار للقيام بشىء يحصد دعم الغالبية فى مجلسى النواب والشيوخ». أما جراهام فكشف بوضوح أن إيران هى المستهدفة من الضربة، إذ حذّر من عواقب أى تراجع أمريكى فى الملف السورى، ولا سيما بالنسبة إلى إيران. وقال «إذا لم نفعل ما يجب فعله لإعادة سوريا إلى الطريق الصحيح، فإن إيران سترى فى هذا حتمًا، إشارة على أننا لا نبالى ببرنامجها النووى». وأضاف أن «ثمة تفاهمًا يتبلور حول ضرورة تقليص قدرات الأسد وتعزيز المعارضة. يبدو أن الإدارة فى صدد إعداد خطة صلبة لتعزيز المعارضة». الولاياتالمتحدة تسعى كذلك للحصول على أى غطاء عربى للضربة المحتملة، وهنا نسبت شبكة «إن إن» التليفزيونية الأمريكية إلى وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى القول إن السعودية والإمارات وتركيا عرضت على الولاياتالمتحدة استخدام قواعدها العسكرية فى أى عمل عسكرى محتمل ضد سوريا. ونقلت الشبكة عن اثنين من أعضاء الكونجرس شاركا فى اجتماع عبر الفيديو مع كيرى أن الأخير أبلغ الأعضاء الديمقراطيين بالكونجرس خلال الاجتماع بأن 3 دول شرق أوسطية (السعودية والإمارات وتركيا) كانت من أوائل البلدان التى أعلنت دعمها للعملية العسكرية ضد نظام الرئيس السورى بشار الأسد. وتوقع كيرى -خلال اجتماع أجراه مع مسؤولين كبار بالإدارة الأمريكية مع أعضاء الكونجرس- أن تحذو دول أخرى حذو البلدان الثلاثة، لدعم أى عمل عسكرى تقوم به القوات الأمريكية ضد النظام السورى. وأشار العضوان إلى أن نحو 171 من الأعضاء الديمقراطيين بمجلس النواب شاركوا على الطرف الآخر فى الاتصال مع مسؤولى إدارة الرئيس باراك أوباما. ورغم إعلان كيرى حصول الولاياتالمتحدة على تأكيد من بعض دول المنطقة بدعم العملية العسكرية ضد سوريا، فقد نقلت الشبكة عن دبلوماسييْن عربييْن أن المحادثات مع السعودية والإمارات ما زالت فى مراحلها الأولية، ولم تتم مناقشة أى تفاصيل بعد. من جهة أخرى، يبدو أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل تعززان من التنسيق العسكرى بينهما حاليا تحسبا لأى تصعيد من جانب النظام السورى أو حلفائه فى حال استهدافه بعمل عسكرى، فبعد أن أعلنت روسيا أن منظومتها للإنذار المبكر رصدت إطلاق صواريخ باليستية بالبحر المتوسط باتجاه الشرق، أكدت مصادر عسكرية أمريكية أن ذلك كان «تجربة إسرائيلية». ويتفق هذا مع إعلان وزارة الدفاع الإسرائيلية عن إجراء تجربة صاروخية مشتركة مع أمريكا فى ذات المنطقة، حيث قالت إنها أجرت تجربة على صاروخ يستخدم كهدف فى نظام الصواريخ الاعتراضية، الذى تموله الولاياتالمتحدة. وجاء فى البيان: «إنه تمت تجربة صاروخ من طراز (أنكور) بالتعاون مع وكالة الصواريخ الدفاعية الأمريكية».