تواصلت ردود الأفعال على واقعة استقبال السلطات الصينية لرئيس الولاياتالمتحدة الأميركية باراك أوباما بمطار هانجتشو قبل حضوره قمة مجموعة دول العشرين الاقتصادية. ووصل أوباما إلى الصين أول أمس السبت ونزل من باب خلفي لطائرته غير الرسمي فيما لم تفرش له السلطات بمطار هانجتشو السجادة الحمراء ولم توفر له أيضا سلما خاص بالباب الرسمي لطائرته، أسوة بالرؤساء حضور المؤتمر الذي يمثل دول مجموعة العشرين الأكبر اقتصاديا بالعالم، كما شهدت الزيارة مشادات بين مسؤولي المطار والصحفيين الأمريكيين بعد منعهم من تغطية لحظات هبوط رئيس بلادهم إلى الصين، وهو ما اعتبرته الصحافة العالمية إهانة للرئيس الأمريكي. ونشرت وكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية تغريدة على صفحتها الرسمية بموقع "تويتر" تهكمت خلالها على الاستقبال الصيني لأوباما قائلة: "كالعادة الصين لبقة جدا" مذيلة إياها برابط خبر عن الواقعة نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، قبل أن تسارع بحذفها وتقدم اعتذارا عن ذلك بقولها: "في وقت سابق من اليوم نشر على هذا الحساب عن طريق الخطأ تغريدة تتعلق بمقال، وهي لا تمثل وجهة نظر الاستخبارات العسكرية الأميركية، ونقدم اعتذارنا". وحاول أوباما التقليل من شأن الواقعة بمزحة قوله إن الوفد الكبير الذي يرافقه في رحلاته إلى الخارج يمكن أن يخيف أي بلد، مردفا بأنه يجب على الصحفيين الأمريكيين، داعيا إلى عدم الإفراط في تناول الواقعة. لكن الواقعة التي تلمح إلى الخلافات السياسية بين الصينوالولاياتالمتحدة وصفها السفير المكسيكي السابق لدى بكين، خورخي غواخاردو، بأنه كان مدبرا، بحسب صحيفة ذي جارديان البريطانية، والتي أضاف لها قوله: "هذه الأمور لا تحدث عن طريق الخطأ، وخاصة مع الصينيين، فهي ليست كذلك." مشيرا إلى أن هذا الاستقبال يأتي في إطار الغطرسة الصينية الجديدة، وجزء من إثارة النعرة القومية الصينية. وكانت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس أيضا عبرت عن صدمتها من طريقة تعامل الصينيين مع أوباما، قائلة: "لقد فعلوا ما لم يكن متوقعا". يذكر أن وزارة الخارجية الصينية أصدرت بيانا أمس انتقدت خلاله تعامل الولاياتالمتحدة معقضية "البحر الجنوبي" واصفا إياها باتباعها معايير مزدوجة فى ذلك، وحثتها على لعب دور بناء فى الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين.