مواطنون : مفيش أماكن .. وبيطري : ذبح الشارع يلوث لحم الأضاحي تباينت ردود الفعل حول فتوى صدرت أمس الأول عن دار الإفتاء المصرية، بتحريم ذبح الأضاحي في الشوارع وأمام المنازل في عيد الأضحى المبارك والذي تبدأ أول أيامه بعد غد الإثنين، انقسمت الأراء بين مؤيد ومعارض،. «التحرير» اقتربت لترصد ردود فعل المواطنين تجاه الفتوى التي أخرجها الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية خلال لقاءه خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي كمال ماضي، ببرنامج "مصر في أسبوع"، المذاع عبر فضائية "ten".
أكد حسين عبد اللطيف محاسب، 36 عاما من سكان فيصل أن العادة جرت لكثير من الناس على ذبح الأضاحي في الشارع أو بساحة المنزل الداخلية، حتى أن البعض اعتاد على أن يقوم بعملية الذبح أمام شقته إذا كان يسكن بطابق علوى ويصعب عليه اتمامها أمام المنزل أو بساحته، نظراً لكثافة بعض الأحياء السكنية وأرتفاع البنايات فيها. وأضاف "عبد اللطيف"، إذا كانت مؤسسات الدولة الدينية ترى في هذه الأفعال حراما فعليها بتقديم العون للمواطنين بأي شكل، مثل توفير أماكن للذبح داخل نطاق كل حي أو مدينة خصوصاً في الأماكن الشعبية والتي يكثر فيها ذبح الأضاحي بالشوارع وساحات المنازل، متسائلا : لو مش هندبح في الشارع طب عايزين الحكومة تقولنا ندبح فين؟ . فيما يرى سامح عبدالله 48 عاماً، مهندس بالشركة المصرية للاتصالات، ضرورة الاهتمام بتنظيف مكان الذبح من الدماء وبقايا اللحوم والعظام، لمن يكون مضطرا للذبح في الشارع، نظراً لما قد تسببه من أضرار صحية وبيئية على المواطنين من الجيران وأطفالهم، لا سيما وأن عملية الذبح تنتشر بشكل كبير داخل البيوت المصرية، خلال موسم عيد الأضحى المبارك، ومايترتب على ذلك من انتشار بقايا ومخلفات الماشية بعد الذبح بالشوارع والميادين، فضلاً عن الروائح الكريهة التي تتسلل إلى أنف المارة والجيران، وهو أمر غير مقبول في موسم ومناسبة دينية يتراحم فيها الناس ويتسابقون لفعل الخير. وقال عادل فريد، جزار، في العقد الخامس من عمره، "أنا بشتغل جزار من 28 سنة وطول عمرنا بندبح الأضاحي للناس في بيوتهم، ولا حد كان بيقولنا حرام، هي الحكومة عايزة تتعب الناس وخلاص، طب حد يقولنا ندبح فين ولا الناس تروح تشترى لحمة مجمدة". وأكد على أن معظم المواطنين يقومون بتنظيف مكان الأضحية بعد عملية الذبح، وإلقاء المخلفات في صناديق القمامة، ولكن مسئولي النظافة بالمحليات لا يقومون بدورهم في تنظيف وتفريغ الصناديق، وينشغلون بالتجول في الشوارع بحثاً عن "كيلو لحمة". فيما أكد الدكتور أحمد عاشور، طبيب بيطري، أن معظم عمليات ذبح الماشية في موسم عيد الأضحى يتم ذبحها خارج المجازر المخصصة للذبح، وربما ينتج عن ذلك انتشار أكوام من القمامة وسط التجمعات السكنية وحول صناديق القمامة خلال أيام العيد الأربع، لا سيما وأن هناك حالة من التراخي دائما ماتشهدها الأجهزة المحلية في هذه المواسم، وهو مايزيد من كارثة انتشار المخلفات والروائح الكريهة بالشوارع، وهو ما يتسبب في مخاطر بيئية وصحية، وقد ينتج عنه أمراض وأضرار صحية جسيمة تصيب الكبار والصغار. وتابع "عاشور"، أن اللحوم المذبوحة بعيداً عن الإشراف الطبي البيطري، غالباً ما تكون أكثر عرضة للتلوث عن غيرها، وقد تكون سبباً في الإصابة بأمراض عديدة، نتيجة تلامسها مع أرضيات غير نظيفة، أو أن تكون الأضحية نفسها مريضة ولم تمر على مراحل ذبح الماشية الصحية، مثل فحصها من قبل طبيب متخصص للتأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض، ويتم ذلك داخل مجازر وبإشراف أطباء متخصصين، ولضمان إتمام عملية الذبح بطريقة شرعية صحيحة، ثم الكشف مرة ثانية على اللحوم بعد الذبح للتأكد من أن خلوها من الأمراض.