استبعدت أوساط سياسية ودبلوماسية روسية حدوث أي اختراق في قضية الخلاف بين روسياواليابان على جزر الكوريل الأربع، ومع ذلك تحدثت عن آفاق واعدة للتعاون في مجالات الطاقة والبنية التحية. وأعلن الناطق الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أنه من الصعب توقع إحراز تقدم في قضية جزر الكوريل خلال المحادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، مشيرًا إلى أن هذه مشكلة أكثر تعقيدًا، وتتطلب جهودًا أكثر تفصيلًا ومزيدًا من الجهد من جانب الخبراء، ومزيدًا من الاستعدادات. وخلال لقاء بوتين وآبي، صرح الأول بأن الجانب الروسي يدرس بعناية المقترحات التي تقدمت بها طوكيو في العام الماضي، ولفت إلى أنه أجرى لقاء مع ممثلي قطاع الأعمال الياباني العاملين في روسيا، وعلى وجه الخصوص في الشرق الأقصى الروسي من أجل دعم الاتصالات المتبادلة من خلال المستوى السياسي. أما رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي فقد أعلن أن اليابان تحضر لزيارة الرئيس الروسي، وقال: إن اليابان ستبذل أقصى الجهود لتطوير العلاقات مع روسيا لتطوير التعاون الياباني – الروسي في المنطقة». وتقدمت اليابان بمقترح يقضي بأن تقوم روسيا بالتنازل عن الحقوق في "جزر الكوريل" الجنوبية لليابان مقابل أن تسمح سلطات طوكيو للروس الموجودين في الجزر بمواصلة الإقامة فيها والإبقاء على ممتلكاتهم وضمان احترام حقوق الإنسان، بينما ترحب موسكو بفكرة تطوير مشاريع مشتركة في هذه الجزر، وبالدرجة الأولى مشاريع مشتركة مع اليابان. واستبق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقاءه بآبي، وقال: إن "روسيا مستعدة لتطوير البنية التحتية للموانئ مع اليابان في حال الضرورة، من أجل توريدات الغاز المسال». والمعروف أن نسبة 70% من إجمالي حجم ما تنتجه روسيا من الغاز المسال في ساخالين في إطار مشروعي "ساخالين 1" و"ساخالين 2"، يجري توريدها إلى السوق اليابانية. وعلى الرغم من التصريحات المتفائلة من الجانبين، إلا أنه لا يمكن توقع أي اختراقات، بسبب عمق الخلافات حول موضوعات سياسية وحدودية واقتصادية أيضا. وسبق أن تحدثت الأوساط السياسية والدبلوماسية اليايانية بعد لقاء بين (بوتين وآبي) في سوتشي العام الماضي، حول أن "آبي" عرض خلال اللقاء نهجًا جديدًا على موسكو لحل مشكلة جزر الكوريل التي تبقى عائقًا أمام تطور العلاقات بين البلدين. والمعروف أن جزر الكوريل الأربعة "إيتوروب، كوناشير، شيكوتان وهابوماي" تشكل موضوع نزاعٍ إقليميٍّ طويل الأمد بين روسياواليابان، نتيجة مطالبة طوكيو بها، وجعلت طوكيو من عودة الجزر الأربعة أحد شروط معاهدة السلام مع روسيا، والتي لم توقع حتى الآن، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، لأن موسكو، تعتبر أن جزر الكوريل الجنوبية، أصبحت في حقيقة الأمر، جزءًا من الاتحاد السوفيتي السابق، كنتيجة للحرب العالمية الثانية، وأن السيادة الروسية عليها مسجلةٌ ضمن القانون الدولي ولا يمكن التشكيك فيها نهائيًا.