شهدت الجلسة العامة لمجلس النواب، اليوم الثلاثاء، حالة من الهرج عقب التصويت بالموافقة على قانون بناء وترميم الكنائس من ثلثي الأعضاء، حيث تحولت القاعة الرئيسية للمجلس إلى ما يشبه "قاعة للاحتفال"، فتعالت الهتافات الوطنية "يحيا الهلال مع الصليب"، كما تبادل الأعضاء الأحضان والقبلات مع بعضهم ابتهاجًا بالتصديق على القانون. ورفع عدد من الأعضاء ورئيس مجلس النواب، علي عبد العال أعلام مصر، ملوحين بها مع ترديد هتافات وطنية، مقدمين التهنئة لشعب مصر، وردد آخرون النشيد الوطني بصوت عال. مناقشات القانون سيطرت على مشهد اليوم، الذي بدأ برفض مجلس النواب، حذف المادة الثانية منه، التي تنص على أن «يراعى أن تكون مساحة الكنيسة المطلوب الترخيص ببنائها وملحق الكنيسة على نحو يتناسب مع عدد وحاجة المواطنين المسحيين في المنطقة التي تقام بها، مع مراعاة معدلات النمو السكاني، ويجوز أن تضم الكنيسة أكثر من هيكل أو منبر وأكثر من صحن وقاعة معمودية ومنارة». وشهدت القاعة ضجة من جانب النواب المطالبين بحذف المادة، حيث اعتراض نواب على وجود المادة؛ لتقييدها حق الأقباط في بناء الكنائس، بحسب رأيهم. وثم وافق مجلس النواب على المادة الثالثة من القانون، وتنص على أن يتقدم الممثل القانوني للطائفة إلى المحافظ المختص بطلب للحصول على شهادة بعدم وجود مانع من القيام بأي من الأعمال المطلوب الترخيص بها، وعلى الجهة الإدارية إعطاء مقدم الطلب ما يفيد استلام طلبه يوم تقديمه، ويجب أن يرفق بهذا الطلب مستندات الملكية والمستندات اللازمة لبيان طبيعة الأعمال المطلوبة وموقعها وحدودها. من جانبه، نقل ممثل الحكومة خلال الجلسة، رسالتها للبرلمان، حيث قال المستشار مجدى العجاتي - وزير الدولة للشئون القانونية ومجلس النواب - إن مشروع قانون بناء وترميم الكنائس تم إعداده بنوايا طيبة، والحكومة لم تفرض رأيًا أو عبارة أو صياغة. وأشار العجاتي، خلال الجلسة العامة لمناقشة مشروع القانون؛ ردًا على مطالبات بعض النواب بتغيير بعض العبارات في مواد الإصدار المتعلقة بالتعريفات، إلى أن الحكومة استعانت بجميع الطوائف المسيحية في كافة التعريفات، والحكومة تحترم كل كلمة ذكروها، متعلقة بشكل القبة والصليب وغيره، لأنها أمور دينية هم أدرى بها، ووافقنا على تعديلاتهم، وأرجو الالتزام بها. وعقب الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، "يشهد المستشار العجاتي، أنه عندما وضعنا التمثيل العادل والمناسب للأقباط في الدستور من خلال لجنة العشرة، وكذلك في قانون مجلس النواب أصرينا على تمثيل الأقباط في دور الانعقاد الأول". وأضاف "عبد العال": "هذا القانون حرصت على متابعته حرفًا حرفًا خلال كتابته مع قسم التشريع بمجلس الدولة، وبالفعل صيغ صياغة توافقية وطلبت عدم الاقتراب من الحرف والفاصلة من القانون، حتى ما أبداه قسم التشريع من ملاحظات كانت طفيفة في الصياغة وأرفقها في ورقة منفصلة". وتابع: "يجب أن نثق في بعض، نحن في مرحلة بناء الثقة وهذا هو الجسر الوحيد لبناء الدولة". وشهدت الأمانة العامة اليوم استقالة رئيس حزب الإصلاح والتنمية، حيث قدم النائب محمد أنور السادات، استقالته، اليوم الثلاثاء، من رئاسة لجنة حقوق الإنسان بالمجلس. وقال السادات في نص استقالته "بمناسبة قرب انتهاء دور الانعقاد الأول، وبمراجعة ما تم من أعمال وأنشطة اللجنة، وعدم تعاون المجلس، وأمانته والحكومة وعدم الاستجابة للمذكرات والطلبات التي قدمتها اللجنة، وتخص قضايا وشكاوى المواطنين ومظالمهم، وفيما يخص أيضا التواصل مع العالم الخارجي، أرجو قبول استقالتي من رئاسة اللجنة". وعلى هامش الجلسات، داعب الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب، النائب مرتضى منصور أثناء طلبه الكلمة لإعلان موافقته على قانون بناء وترميم الكنائس: «بقالك شهرين متكلمتش يا مرتضى»، حيث شهدت جلسات مجلس النواب، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، غياب تام لمرتضى ونجله النائب أحمد مرتضى منصور عن الجلسات. وبدأ النائب مرتضى منصور في الظهور مجددًا عقب أزمة استبعاد نجله من المجلس، على خلفية حكم محكمة النقض بأحقية الدكتور عمرو الشوبكي بالمقعد بدلًا من نجله.