تفجير القنابل، قطع الطرق، تعذيب مصريين حتى الموت، تكفير المصريين، ترويع سكان رابعة ومناطق أخرى، قتل وترويع الأقباط وحرق كنائسهم ومنازلهم ورفع علم القاعدة على الكنائس، تفجير خط الغاز، حرق السيارات، حصار المؤسسات، استخدام الأطفال والنساء كدروع بشرية، الدعوة للجهاد فى مصر، دعوة الأممالمتحدة وأمريكا والغرب لمعاقبة مصر، زرع الألغام، تكديس الأسلحة، رمى الأطفال من فوق أسطح المنازل، تفشيل سيناء لتكون مسرحا للإرهابيين، تهديد الجيش، قتل الجنود والضباط يوميا فى سيناء، الدعوة لقتل شخصيات عامة منهم البرادعى نفسه.... إن لم يكن كل ذلك أعمالا إجرامية شيطانية فتحْت أى عنوان تصنَّف؟ وهل يمكن أن تقبل دولة غربية ديمقراطية أن يحدث هذا على أراضيها دون مواجهته بسيف القانون؟، ألا يفوق ذلك ما كانت تقوم به منظمة(K.K.K) فى أمريكا؟، فهل قبل الأمريكيون التعايش تحت سيف العنف والعنصرية لنقبله نحن على أنفسنا؟، ألم يكلف إلغاء العبودية الولاياتالمتحدة حربا أهلية راح ضحيتها أكثر من نصف مليون قتيل؟، وماذا لو كان أبراهام لنكولن خضع لابتزاز الجنوب فى استمرار العبودية أو الانفصال؟، هل كنا نرى الولاياتالمتحدة كما نراها اليوم؟ المشكلة ليست فى مجمل أحاديث الدكتور البرادعى التى تبدو عصرية وعاقلة، ولكن المشكلة فى تفاصيلها حيث تحتوى على منطق مرتبك ومناطق متناقضة وفروض غير صحيحة وأشياء مثالية غير واقعية وأيادٍ مرتعشة. ينطلق البرادعى من فرضية خاطئة أولية بأنهم مجرد مجموعة فشلت فى الحكم ولا يرى أى خطورة لتنظيمهم، ولا يرى أنهم فشلوا فى الحكم، لأنهم مجموعة خطيرة عابرة للحدود لا تعمل أى حساب للأوطان، كما أنها مجموعة دينية فاشية تهدد بسحب مصر قرونا للوراء بحيل خداعية تارة وبالعنف تارة أخرى.. والسؤال للدكتور البرادعى: هل يمكن أن تتقدم مصر وهذه المجموعات الدينية الفاشية تلعب دورا أساسيا مشاركا فى الحياة السياسية؟ الفرض الخطأ الثانى للبرادعى هو طرحه لفكرة وجود تيار كبير يدعو إلى إقصائهم، والحقيقة غير ذلك تماما، هذا التيار المصرى الكبير يدعو إلى إقصاء أيديولوجيتهم وتمصير ولائهم وتقويم أفكارهم حتى تنطلق مصر للأمام، ولا يدعو لإقصائهم كأفراد، فهذا حق قانونى ودستورى لا يستطيع أحد المساس به. بصراحة البرادعى يتماهى مع الرؤية الأمريكية والأوروبية بالحفاظ عليهم كتنظيم دينى، وهذا يخدم مصالح الغرب ومصالح دول فى المنطقة ولا يخدم مصلحة مصر مطلقا. الخطأ الفرضى الثالث الذى انطلق منه الدكتور البرادعى هو قوله إن المصريين يشيطنون الإخوان رغم أن العكس هو الصحيح، فالإخوان يكفِّرون ويشيطنون ويهددون كل المصريين، كل ما فعله المصريون هو كشف وتعرية الإخوان من خلال تسليط الضوء على أفكارهم وسلوكهم. الخطأ الفرضى الرابع هو حديثه عن خطورة أن تدخل مصر فى حرب أهلية مثل الجزائر وسوريا والعراق، ففى تقديرى أن هذا بعيد عن الحالة المصرية. هذه الحرب ستحدث فى حالة واحدة، وهى أن تكون هناك خطة أمريكية تركية قطرية أوروبية لإشعال هذه الحرب وتغذيتها بالسلاح والمال والإرهابيين العابرين للحدود، كما فعلوا فى سوريا، ولكن فى تقديرى أن هذا الفرض بعيد فى الوقت الحالى. مصر ليست دولة منقسمة دينيا وطائفيا مثل سوريا والعراق، فالأقباط الذين يشكلون الآخر الدينى يعملون على وحدة مصر ويتحملون الكثير من أجل ذلك، فلماذا يتعالى فصيل دينى صغير على أغلبية تنتمى لنفس مذهبه السنى؟، وهل هم أكثر تقوى وإيمانا من بقية المسلمين السُّنة فى مصر؟. الإجابة قطعا بالنفى.. وما زالت لنا بقية.