«خيبر» ومسلسلات الأنيمشن أبرز الأعمال الدينية فى ظروف غامضة المسلسل الدرامى الدينى والتاريخى من خريطة مسلسلات رمضان الماضى، وعلى الرغم من كثرة المسلسلات والإنتاج الدرامى الوفير والمتنوع بين الدراما الاجتماعية والأكشن والكوميديا لم يكن هناك إنتاج ضخم مميز للمسلسل الدينى أو التاريخى كما كان يحدث فى الماضى، ويعكس هذا مدى تحول سوق الدراما الرمضانى إلى سوق استهلاكية ترفيهية تميل للموضوعات الخفيفة المسلية البعيدة عن الأعمال التاريخية التى لم تعد لها جاذبية كما كان فى الماضى. فى بدايات انتشار الدراما التليفزيونية وحتى وقت قريب كان شهر رمضان هو الوقت الأهم والمناسب للمسلسل الدينى، كان المسلسل الدينى محور دراما رمضان بجوار المسلسل الكوميدى أو الاجتماعى والفوازير، وأصبح مع الوقت المسلسل الدينى والتاريخى ضيف شرف فى خريطة البرامج الرمضانية، ومع أزمة الإنتاج خلال السنوات الماضية ظهر فقر شديد فى إنتاج المسلسل الدينى خصوصا إنتاج التليفزيون الرسمى، الذى كان أقرب لأداء واجب منه إلى عمل إبداعى تم الإعداد له ليخلّد فى تاريخ الدراما، مرت سنوات تم إنتاج عدد من الأعمال فقيرة الإنتاج، وبسبب فشلها فى تحقيق نجاح أو جذب إعلانى توارت الدراما التاريخية، وحل مكانها دراما قصص الفنانين والمشاهير الراحلين وحتى الأحياء كما حدث فى مسلسل صباح العام الماضى. اضطرت بعض القنوات هذا العام للاستعانة بمسلسل تاريخى هام تم عرضه العام الماضى هو مسلسل «عمر» الذى أخرجه حاتم على وكتبه وليد سيف وأثار جدلا كبيرا كأول عمل درامى يجسد فيه ممثل شخصية الخليفة عمر بن الخطاب (رضى الله عنه)، ويمثل المسلسل حالة خاصة من الأعمال الدينية والتاريخية، بالإضافة إلى جرأة تجسيد شخصية دينية لواحد من الخلفاء الراشدين وأحد المُبشرين بالجنة، المسلسل عمل مبهر من ناحية الشكل والإنتاج، فقد بلغت تكلفته 200 مليون ريال سعودى واستغرق تصويره ما يقارب من عام، والمسلسل تعرضه حاليا قناة «الحياة» كعرض أول، وتعيد عرضه شبكة قنوات «MBC» التى قامت بإنتاجه وعرضه حصريا على قنواتها العام الماضى، وباستثناء مسلسل عمر يصعب للغاية أن نجد مسلسلا تاريخيا أو دينيا آخر جديدا باستثناء مسلسل تاريخى وحيد آخر يمكن اكتشافه بصعوبة لا يحظى بنسبة مشاهدة كبيرة هو مسلسل «خيبر» عن قصة يسرى الجندى وإخراج محمد عزيزية، المسلسل يتناول الحياة الاجتماعية لليهود فى الجزيرة العربية والصراعات التى قامت بينهم وبين القبائل الأخرى وأسباب تكون العداوة والبغضاء بينهم وبين الآخرين وهو ما تسبب فى إجلائهم عن الجزيرة العربية، كما يركز المسلسل على غزوة خيبر التى قادها الرسول والمسلمون ضد يهود خيبر بعد نقضهم للعهود والمواثيق مع المسلمين. من الأعمال الأخرى التى تم إنتاجها حديثا واهتمت بالتاريخ الدينى عدد من الأعمال التى تنتمى إلى عالم الرسوم المتحركة، أول هذه الأعمال مسلسل «قصص النساء فى القرآن» الذى يقدمه ويقوم بأداء صوت الراوى الرئيسى فيه يحى الفخرانى، وتشارك فى الأداء الصوتى بالمسلسل عدد من الفنانات منهن ريهام عبد الغفور وهند صبرى ودرة وعبير صبرى وسوسن بدر، والمسلسل جزء من سلسلة من حلقات الكرتون التى تروى للأطفال بصورة مبسطة ودرامية قصص القرآن الكريم، وتبرز حلقات هذا العام أهمية المرأة فى الإسلام ودورها فى رفعة الدين الإسلامى، وقد بدأت السلسلة عام 2011 بمسلسل «قصص الحيوان فى القرآن» وقد كتب الحلقات أحمد شفيق بهجت، وفى العام الماضى قدم الفخرانى جزءا آخر من نفس الفكرة تحت عنوان «قصص الإنسان فى القرآن» وتناول عددا من الحكايات التى وردت فى القرآن الكريم عن شخصيات تاريخية وردت قصصها فى القرآن على سبيل العظة والعبرة. مسلسل آخر ينتمى إلى عالم الرسوم المتحركة تناول قصة دينية تاريخية هو مسلسل «كليم الله» من تأليف ولاء شريف، والمسلسل يعرض على شبكة قنوات «النهار» وعدد آخر من القنوات منها «دبى» و«دريم»، ويتناول المسلسل حكاية اليهود فى مصر بداية من وصول النبى يوسف إلى مصر وصعوده إلى عرش الحكم، ويمر إلى قصة النبى موسى عليه السلام ودعوته للدين الجديد، وصراعه مع فرعون مصر، وخروج اليهود من مصر، المسلسل تم تنفيذه بتقنية الرسوم ثلاثية الأبعاد 3D ويقوم بالأداء الصوتى به الفنانون محمود ياسين، وحنان ترك، وجلال الشرقاوى، وأشرف عبد الغفور، مع مجموعة كبيرة من الممثلين منهم مديحة حمدى، وسميرة عبد العزيز، ومحيى الدين عبد المحسن، وأحمد ماهر.