أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها بشأن الوضع على الحدود التركية السورية واحتمال تدهور الوضع الأمني وتصعيد الخلافات بين العرب والأكراد. وجاء في بيان صادر عن الخارجية الروسية، اليوم الأربعاء، أنه "من المثير للقلق، وقبل كل شيء، احتمال استمرار تدهور الوضع في منطقة النزاع، بما في ذلك احتمال سقوط ضحايا بين المدنيين وتصعيد الخلافات الطائفية بين الأكراد والعرب بعد انطلاق عملية عسكرية تركية بسوريا ". وأكد البيان ضرورة تسوية الأزمة السورية على أساس القانون الدولي فقط ومن خلال حوار واسع بين السوريين بمشاركة كافة المجموعات القومية والطوائف، بما فيها الأكراد، على أساس مبادئ بيان جنيف الصادر في 30 يونيو 2012 وقرار 2254 وغيره من قرارات مجلس الأمن الدولي التي اتخذت بمبادرة من مجموعة دعم سوريا. وعلى الرغم من تأخر رد فعل موسكو على العمليات العسكرية التركية في شمال سوريا، أكد مصدر في وزارة الخارجية الروسية، في وقت سابق، أن جهود محاربة الإرهاب على الحدود السورية التركية تكتسب في المرحلة الراهنة أهمية أكبر من أي وقت مضى، لكنه دعا أنقرة إلى تنسيق تلك الجهود مع دمشق. بينما اشارت وسائل إعلام إلى أن مصادر دبلوماسية روسية أخرى ألمحت بأن موسكو لا تعارض عمليات أنقرة في شمال سوريا، ولكنها تدعوها للتنسيق مع دمشق. وكانت وزارة الخارجية السورية قد دانت عملية "درع الفرات" التي أطلقها الجيش التركي في شمال سوريا في وقت مبكر من صباح الأربعاء 24 أغسطس الحالي، انطلاقا من مدينة "جرابلس" واعتبرتها خرقا سافرا لسيادتها. وتصر دمشق على أن محاربة الإرهاب على الأراضي السورية من أي طرف يجب أن تتم من خلال التنسيق مع الحكومة السورية والجيش السوري. وشددت على أن "محاربة الإرهاب ليست في طرد داعش وإحلال تنظيمات إرهابية أخرى مكانه مدعومة مباشرة من تركيا". وأضافت الخارجية السورية بأن "ما يجري في جرابلس الآن ليس محاربة للإرهاب كما تزعم تركيا بل هو إحلال لإرهاب آخر مكانه وفي هذا الصدد تطالب سوريا بإنهاء هذا العدوان وتدعو الأممالمتحدة لتنفيذ قراراتها المتعلقة بشكل خاص باحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها كما تطالب بضرورة احترام الجانب التركي والتحالف الأمريكي للقرارات الدولية وخاصة ما يتعلق منها بإغلاق الحدود وتجفيف منابع الإرهاب".