رئيس وفد اللجنة الإفريقية: لم نتمكن من لقاء شيخ الأزهر وبابا الكنيسة القبطية.. ولا أتصور الاتحاد الإفريقى من دون مصر ألفا عمر كونارى، رئيس مالى السابق رئيس وفد اللجنة الإفريقية رفيع المستوى الذى يزور مصر حاليا، أكد أن «اللجنة لا تملك اتخاذ قرار بعودة مصر إلى أنشطة الاتحاد الإفريقى، وإنما يقتصر عملها على رفع تقرير موضوعى إلى الاتحاد الإفريقى، لكى يعيد مراجعة قرار تجميد أنشطة مصر». ألفا قال، فى مؤتمر صحفى عالمى، أمس، فى مقر وزارة الخارجية، إن اللجنة تزور مصر للاستماع ورفع تقرير إلى مفوضية الاتحاد الإفريقى، يتضمن كل المعلومات التى جمعها خلال الزيارة، وكذلك قرار مجلس السلم والأمن الإفريقى بشأن الأوضاع فى مصر. وأوضح أن الجهتين الوحيدتين اللتين لم يتمكن الوفد من لقائهما هما الأزهر الشريف والكنيسة القبطية، لأن قيادتيهما لم تكن فى القاهرة خلال فترة الزيارة، وشدد كونارى على أن الوفد الإفريقى عقد كل الاجتماعات فى مصر ب«حرية مطلقة»، وأضاف: «جئنا للاستماع إلى كل الأطراف حول الأحداث التى وقعت فى مصر بلدنا خلال الأيام القليلة الماضية»، وتابع: «وصلنا إلى نهاية مهمتنا الآن، وسننتظر عدة أيام ثم نجتمع مجددا للنظر فى كل الآراء التى استمعنا إليها». وقال كونارى إن القرار الذى تبناه الاتحاد الإفريقى ومجلس السلم والأمن الإفريقى لم يكن ضد مصر بالتحديد ولم يستهدفها، ولكنه قرار تم تبنيه عام ألفين ويتم تطبيقه بشكل أوتوماتيكى، ولكن من الواضح أن هذا القرار يحتاج إلى مراجعات ليتواكب مع مختلف التطورات التى تشهدها مصر، وردا على سؤال حول مرارة الشعب المصرى من قرار مجلس السلم والأمن الإفريقى بتعليق عضوية مصر رغم تضحياتها إفريقيًا، قال كونارى إن قرار تجميد أنشطة مصر لم يمثل استبعادًا لها، فمصر أسهمت بالكثير من أجل إفريقيا، ومساندة حركات التحرر الوطنى والحرب ضد التفرقة العنصرية والصهيونية فى إفريقيا، كما أسهمت من أجل التنمية فى القارة. وحول موقف جنوب إفريقيا السلبى والمخاوف من أن السيدة زوما، رئيس المفوضية الإفريقية التى تنتمى إلى جنوب إفريقيا والتى ستتلقى تقرير اللجنة وموقفها المناوئ لمصر، قال كونارى إن جنوب إفريقيا دولة عضو فى الاتحاد الإفريقى مثل أى دولة أخرى، لها وجهات نظرها وتدافع عن مصالحها كما أنها تدافع عن المصالح الحيوية للقارة الإفريقية، مشيرا إلى أنه لن يكون هناك تقدم دون الدفاع عن المصالح الحيوية للقارة. وقال إن «هناك خبرا منتشرا يشير إلى أننى كرئيس للوفد قارنت خلال لقائى بجماعة الإخوان المسلمين، بين الزعيم الإفريقى الكبير نيلسون مانديلا، والرئيس محمد مرسى، وهذا لم يحدث وإنما كانت وجهة نظر أحد أفراد جماعة الإخوان المسلمين خلال ذلك اللقاء». وقال إنه يحتفظ بمحتوى التقرير لحين تقديمه، وأكد على أهمية عدم استخدام العنف والوقف غير المشروط للعنف وإجراء حوار شامل بين جميع الأطراف، مشيرا إلى أن ثقافة المجتمع المصرى لا تدعو إلى العنف، وأوضح أن وفد اللجنة الإفريقية لم يأت إلى مصر لكى يؤكد على وجود انقسام فى المجتمع المصرى، وهذه ليست مهمتنا، بينما مهمتنا الواضحة الدعوة إلى حوار شامل بين جميع المصريين ونبذ العنف، وكذلك الاستماع إلى جميع الأطراف سواء فى السلطة أو خارجها. وردا على سؤال حول إمكانية انسحاب مصر من الاتحاد الإفريقى إذا أصر على موقفه الراهن تجاه مصر، قال كونارى «إن وفد اللجنة استمع إلى جميع الأطراف فى مصر»، وأضاف: «فى أسوأ كوابيسى لا أتصور مصر من دون إفريقيا، ولا إفريقيا من دون مصر». من جانبه قال رئيس بتسوانا السابق إننا لا بد من أن نفهم أن قرار تعليق نشاط مصر تم بشكل أوتوماتيكى بقرار اتخذ عام ألفين بمشاركة جنوب إفريقيا ومصر، ولكن زوما تولت مهمتها العام الماضى فقط كرئيسة للاتحاد الإفريقى، مشيرا إلى أن قرار مجلس السلم والأمن هو الذى اتخذ قرار تعليق عضوية مصر، فهو لم يكن قرارا شخصيا، بل كان قرارا مؤسسيا من أجهزة الاتحاد، كما أن أعضاء الوفد مستقلون لا يخضعون لأى ضغوط.