في خطوة غير مسبوقة لروسيا في حملتها ضد الإرهاب وعزمها على دحره بكل الوسائل الممكنة، فاجأت القوات الروسية العالم بتوجيه أولى ضرباتها للإرهابيين بسوريا من قاعدة همدان الإيرانية. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، عن قيام قاذفات من طراز "سو- 34" بتنفيذ ضربات جوية ضد مواقع لتنظيم "داعش" الإرهابي في محافظة دير الزور السورية، مقلعة من مطار "همدان" الإيراني. وأشارت الوزارة إلى أن الضربات أسفرت عن تدمير مركزي قيادة ومعسكرات تابعة لتنظيم "داعش" في منطقة دير الزور، وقتل 150 مسلحًا للتنظيم الإرهابي. وعلى الرغم من أن التنسيق الروسي الإيراني في مكافحة الإرهاب يتسم بالتصاعدية، لكن الدوافع الأساسية التي أسفرت عن استخدام قواعد إيرانية لانطلاق الطائرات الحربية الروسية تحمل بالدرجة الأولى طابعا عسكريًا. لجوء القوات الجوية الفضائية الروسية لاستخدام البنية التحتية العسكرية الإيرانية يمليها أيضا سير التطورات الميدانية في سوريا. فحلب، الواقعة في شمال البلاد، تشهد معارك عنيفة في ظل تكثيف الإرهابيين المسلحين هجماتهم على مواقع القوات الموالية للحكومة من أجل فك الحصار المفروض على المدينة من قبل الجيش السوري، الأمر الذي يجري بالتزامن مع استمرار عمليات توريد الأسلحة لعناصر تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" عبر الحدود التركية. جدير بالذكر أن موسكو طلبت، عشية توجيه القوات الروسية الجوية الفضائية أولى ضرباتها إلى مواقع الإرهابيين في سوريا من قاعدة همدان الإيرانية، من سلطات إيران والعراق السماح بفتح مجاليهما الجويين أمام صواريخ "كاليبر" الروسية المجنحة والبعيدة المدى. في الوقت نفسه نفى رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، اليوم الأربعاء، وجود قواعد عسكرية روسية على الأراضي الإيرانية. وجاء هذا النفي ليرد على حملة منظمة شنتها وسائل الإعلام الروسية وفق توجيهات معينة لجس نبض إيران حول إمكانية إقامة قواعد عسكرية روسية على أراضيها، أو في أحسن الأحوال قواعد مؤقتة أو استخدام القواعد الإيرانية بشكل ثابت.