على الرغم من استغاثات المواطنين بمركز طما شمال محافظة سوهاج، من تلوث مياه الشرب وانقطاعها المتكرر دون سابق إنذار، وإرسال عدة شكاوى لرئيس الشركة القابضة فرع سوهاج، ومكتب مجلس الوزراء لحل تلك الأزمة، إلا أن المركز وكأنه سقط من حسابات المسئولين عامة. ومن المفارقات، أن مركز طما به محطتين مياه قيد الإنشاء منذ أكثر من 20 عاما، وأكثر من مرشح، إلا أنه لازال حتى الآن العمل جاري بهم جميعا دون الإعلان عن الانتهاء من أي منهم. ورصدت عدسة "التحرير"، العمل في إحدى مرشحات المياه بنجع الجنينة بأم دومة، والذي من المقرر عند افتتاحه أن يخدم قرى الغرب نحو 20 قرية بأكثر من نصف مليون نسمة. وقال مؤمن علام، مدرس من أبناء قرية كوم غريب، إننا تقدمنا بالعديد من الشكاوى حول تلوث مياه الشرب التي تصل لبيوتنا في حالة وصولها من الأساس حيث أنها غالبية اليوم منقطعة دون أن نجد أية استجابة أو محاولة لبحث تلك الشكاوى. ويضيف كاي العمدة، من أبناء قرية أم دومة، أن مياه مركز طما كافة اشتهرت بالتلوث في الغالب القادمون عليها لعمل أو انتداب أو امتحانات أو ما شابه يضرب كفا على كف بسبب ملاحظته التغيير الكبير بين المكان القادم منه وبين مياه طما، إذ أنها ذات لون ورائحة لا تطاق كما أن بها رمال. وعن مرشح مياه "نجع الجنينة"، الذي يخدم قرى مجلس قروي أم دومة، وبدء العمل فيه منذ أكثر من 9 سنوات دون الانتهاء من أعمال الإنشاء به، وتساءل المئات من أبناء المجلس القروي متى سيتم الانتهاء منه كي نستفيد من خدماته في تنقية وترشيح المياه، حيث أن نسبة التلوث عالية بها، ما نتج عنه انتشار الأمراض الفتاكة "كالفشل الكلوي"، ما اضطر المئات لشراء الفلاتر والاعتماد عليها بشكل أساسي.
وعن محطة مياه السكساكة، التي ينتظرها أهالي مركز ومدينة طما، والتي تخدم أبناء المركز والمدينة وبدأ إنشاؤها منذ 2005 باعتماد مالي 250 مليون جنيه، وسبق الإعلان عن افتتاحها أكثر من 9 مرات واستعدادها للعمل وضخ مياه نظيفة تعادل المياه المعدنية، دون تنفيذ أية وعد على أرض الواقع. وصرح مصدر بشركة مياه سوهاج فرع طما، أن العمل لازال جاريا بمرشح مياه "نجع جنينة " بسبب عدم توافر الاعتمادات المالية له بشكل فوري، موضحا أن نصيب المركز من ميزانية المرشحات ومحطات المياه لا يكفي للبناء وشراء المعدات اللازمة له. وعن محطة مياه السكساكة التي بدأ الأسبوع الماضي ضخ المياه منها لقرى شرق السكة الحديد، وهى قري مجلس قروي مشطا وسلامون، والتي انتهت بها أعمال الربط بين المحطة وخزانات المياه التابعة لتلك القرى، فيما ستستغرق عملية الربط بين المحطة وقرى غرب السكة الحديد أكثر من 6 أشهر بسبب مرور خط السكة الحديد أعلى شبكات الربط الحالي. وأشار إلى أنه تم حفر نقاط الربط والبالغ عددها 14 نقطة ربط بدائرة المركز، تم منها 6 نقاط بقاو غرب، والسكساكة، والحما، ومقابر طما، والبوستة القديمة، والمطرانية، وعليه تم بدء ضخ المياه بتلك النقاط للجزء الشرقي بالمركز بنسبة 40%، بشكل تجريبي. ونوه المصدر، بان نقاط الربط تمت باستخدام شبكة المياه القديمة لبعض القرى نوع "إيسبستوس"، كما تم الاستعانة بأنواع جديد أيضا وهى "GRP "، و" PEHD"، وخرسانة سابقة الإجهاد، وبلاستيك، وعداد صلب حديد، ويتم تحديد نوع الماسورة التي ستستخدم حسب الأعماق والأقطار.