بعنوان "تقرير خاص.. طالب إيطالي أثار الشبهات قبل مقتله في مصر"، قالت وكالة “رويترز" للأنباء، إنه "قبل 10 أيام من اختفاء طالب الدكتوراه الإيطالي جوليو ريجيني اتصل بباحثة جامعية في ألمانيا عبر سكايب من شقته في القاهرة". وأضافت "حدث ذلك في منتصف يناير الماضي، وكانت الشرطة المصرية تتأهب لاحتجاجات سياسية قبل حلول الذكري السنوية الخامسة لثورة 2011 التي أطاحت بحكم حسني مبارك". ولفتت إلى أن "صوت ريجيني كان يشي بشيء من التوتر"، ناقلة عن جورجيتا أوكتور الباحثة في معهد التنمية الألماني في بون الذي أمضى فيه ريجيني بضعة أسابيع عام 2015 "لم نتحدث كثيرا لأنه كان من المتوقع أن نلتقي لاستكمال الحديث فيما بعد"، مضيفة ""قال إنه يشعر بأنه بحاجة لتوخي الحرص في الأماكن التي يذهب إليها في المدينة وفيمن يقابل". أمران وضعاه في دائرة الخطر وقالت الوكالة، "لا يزال الغموض يحيط بمن قتل ريجيني أو سبب قتله. لكن تتبع نشاطه في الشهور التي سبقت مقتله؛ يبين أن عاملين وضعاه في دائرة الخطر وهما اهتمامه الشديد بقضايا سياسية واقتصادية وإيمانه أن مصر بحاجة للتغيير". ونقلت عن مصادر أمنية مصرية، قولها إن "ريجيني أثار الشبهات لدى أجهزة الأمن لأنه التقى بنشطاء نقابيين وكان يجري أبحاثا في موضوعات حساسة سياسيا"، مضيفين أن"الأمن الوطني راقب ريجيني مع عدد من زعماء المعارضة والنقابات العمالية، وقد حضر عدة اجتماعات". وأشارت المصادر إلى أن ريجيني "أجنبي ولا يعمل في الإعلام وهذا ما جعل أمن الدولة يتبعه ويراقبه"، موضحين أن "لقاءات ريجيني كانت مثيرة للشبهات لأنها حدثت في وقت كانت دول كثيرة تتدخل فيه فيما يحدث في مصر ، ما أثار احتمال أن الطالب الإيطالي يجمع معلومات لحساب دولة أجنبية". كما نقلت عن مسؤولين مصريين آخرين قولهم إنه "حتى إذا كان رجال أمن يراقبون أنشطة ريجيني فلم يكن لهم دخل في موته، ولو ارتابت الأجهزة الأمنية أن ريجيني جاسوس لتم ترحيله ببساطة". وأشارت "رويترز" إلى أن "الباحثة أوكتور الزميلة بمعهد نورمبرج للاقتصاد في جامعة إرلانجن كانت تعمل مع ريجيني على بحث بعنوان (دولة التنمية في القرن الحادي العشرين – الدعوة إلى عقد اجتماعي جديد)”. وقالت إن ريجيني كان يتوق "لرؤية ثمار 2011، وكان يعتقد أن دولة أكثر شمولا للجميع ضرورية، كما كان يؤمن بأن مشاركة المزيد من الفئات الاجتماعية سيكون مفيدا." قرر الحصول على الدكتوراه بعد انبهاره بمحاضرة مصرية ولفتت إلى أنة "ريجيني قرر الحصول على درجة الدكتوراه من جامعة كمبردج البريطانية وكان أحد أسباب ذلك انبهاره بأعمال محاضرة مصرية هولندية تدعى مها عبد الرحمن، و التي أصبحت المشرفة على رسالته واستقر ريجيني على موضوع البحث وهو تأسيس النقابات العمالية المستقلة في مصر بعد سقوط الرئيس السابق حسني مبارك والتنمية المؤسسية الديمقراطية. وركز اهتمامه على نقابة الباعة الجائلين". وأضافت "لم يكن ريجيني الأكاديمي الوحيد من جامعة كمبردج الذي يأمل في حدوث تغيير في مصر؛ ففي أوائل نوفمبر وبعد أسابيع من مغادرته متوجها للقاهرة احتشدت مجموعة من الناس في لندن للاحتجاج على زيارة مقبلة يقوم بها السيسي للبلاد، لم تكن عبد الرحمن في ذلك الحشد ولكن آن ألكسندر زميلته الناشطة والأكاديمية في جامعة كمبردج كانت هناك". ونقلت رويترز عن عمرو خليل، فنان كان صديقا لريجيني في القاهرة، إن "الشاب الإيطالي كان يعلم أن الشرطة تعتمد بانتظام على المخبرين في مصر. ولكن ذلك لم يثنه عن محاولة مساعدة الباعة الجائلين من خلال إيصالهم بالمنظمات التي يمكن أن تدعمهم"، في إشارة إلى الجمعيات الخيرية والهيئات المالية. ريجيني حضر اجتماعا عاما بوسط القاهرة ونقلت عن أحد العاملين بدار الخدمات النقابية والعمالية إنه "في 11 ديسمبر حضر ريجيني اجتماعا عاما في الدار بمقرها بوسط القاهرة، والدار واحدة من أقدم الجماعات المستقلة التي تدافع عن حقوق العمال". كما نقلت عن ثلاثة من أصدقاء ريجيني وآخرون عمل معهم قولهم إن الأخير أبلغهم في وقت لاحق أن رجلا في الاجتماع قد وقف ووجه هاتفه نحوه والتقط صورة له. وقال قيادي في رابطة الباعة الجائلين لرويترز إن "رئيس فرع النقابة في غرب القاهرة محمد عبد الله طلب من ريجيني أن يشتري له هاتفا محمولا وتذكرة للسفر للخارج فرفض ريجيني ذلك. يقول القيادي في الرابطة إنه يشك في أن عبد الله أبلغ الشرطة بشأن ريجيني بعد هذا الرفض" وأشار إلى أن "ريجيني ذكر له طلب عبد الله بالحصول على هاتف محمول وتذاكر للسفر وأنه بعد ذلك الموقف بدأ ريجيني تقليل اتصاله بالرابطة". عرض إقامة ورشة عمل لرباطة الباعة الجائلين بدوره قال عبد الله إنه كان معجبا بريجيني ولكنه يقول الآن إنه يأسف لتعامله معه، مضيفا أنه "التقى بريجيني 6 مرات وحسب، وفي إحدى المرات عرض ريجيني "إقامة ورشة عمل تدريبية للرابطة". وأضاف عبد الله أنه ساورته مخاوف بأن ورشة العمل هي بتمويل أجنبي. وهو أمر يثير حنق الحكومة. وعلى مدى الأعوام القليلة الماضية تعرض عاملين بمنظمات غير حكومية أجنبية لاستجوابات وجمدت أرصدة منظمات وسط اتهامات بأنها ساعدت في زعزعة استقرار البلاد قبل انتفاضة عام 2011. وقال إنه بعد أن تبين وفاة الشاب الإيطالي، استجوبته السلطات المصرية عدة مرات منها إدارة الأمن الوطني بوزارة الداخلية، وتحدث إليه أيضا محققون إيطاليون، وتابع قائلا "سألوني نفس الأسئلة التي سألها الآخرون منذ وقوع كل تلك الأحداث. متى وأين التقيت به.. لم ألتق به في أي مكان سري. كانت اللقاءات جميعها في السوق". ونقلت الوكالة عن مصادر أمنية قولها إن "عبد الله كثيرا ما زار واحدا من المجمعات الأمنية في وسط القاهرة وإنه التقى أيضا بضابط في الأمن الوطني قبل ستة شهور من وفاة ريجيني"، وقال أحدهم لرويترز "لست متأكدا مما إذا كان متعاونا مع الأمن أو لا. ولكنه كان تحت المراقبة بالتأكيد.. إن شخصا كهذا لا بد أن تكون له علاقة مصلحة متبادلة مع الأمن. أي أن الأمن سيساعده في أن يستمر على رأس الرابطة وفي إطلاق سراح أي من الباعة الجائلين في حال اعتقالهم".