كتبت- أسماء أشرف: تقوى محمد فتاة صعيدية من بنى سويف دشنت منذ عامين دعوة ل"إلغاء الشبكة من الجواز"، منادية بسقوطها من تكاليف الزواج تحت شعار "يسقط يسقط حكم الشبكة" على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، وهى الحملة التى لاقت رواجًا كبيرًا فى الأيام القليلة الماضية بشتى محافظات مصر. وكانت الفتاة دعت لإلغاء الشبكة وتوفيرها ل"حاجات تانية أفيد زي الشقة" بحسب تعبيرها، حيث قررت حينئذ أن تحرر من يتقدم لها من القيود المتعلقة بالشبكة، مكتفية بما سيقوم به من تجهيزات للشقة، معتبرة أن شراء الذهب للعروس من الكماليات في حين أن الشقة لا غنى عنها".
وأوضحت تقوى أنها حينئذ استعانت بموقع «فيسبوك» لنشر فكرتها تحت مسمى: «إلغاء الشبكة من الجواز أصلًا»، مشيرة إلى أن هذا سيوفر على الشباب فلوس كتيرة، كما سيسهم فى حل مشكلة العنوسة، مضيفة أن فكرتها فى ذلك الوقت تعرضت لهجوم كبير بسبب مهاجمة المجتمع الصعيدى لها حتى ثبت فيما بعد أنها كانت على حق.
وأشارت إلى أنه تم إعادة تدشين الحملة بعد ثبات صحتها من قبل عدد من شباب وفتيات بنى سويف على موقعى التواصل الاجتماعى "فيسبوك" و"تويتر"، تحت عنوان "زواج بدون شبكة".
وقال جلال ربيع منسق الحملة ببنى سويف "محام"، "فكرة المبادرة جاءت لمطالبة أولياء الأمور بتخفيف العبء عن الشباب المتقدم للزواج وكسر العادات البالية والمظاهر الفارغة، وتسعى الحملة إلى جمع أعداد كبيرة من المشاركين على مستوى الجمهورية لتشمل كل نجع وقرية لفرض واقع يمكن تنفيذه فعليًّا". وأضاف أنه رغم مرور 5 أيام فقط على بدء الحملة، فإنها لاقت إقبالاً شديدًا من جانب بعض المواطنين وساندتها بعض الشخصيات العامة، كاشفًا عن أن محافظة بنى سويف ستشهد قريبًا أول حفل زفاف بدون ذهب وسيتم خلاله تكريم والد العروس.
على جانب آخر، اختلفت الآراء حول تلك الفكرة التى طالما لازمت الزواج فى الصعيد خاصة ومصر عامة، فهناك من رأى إلزام إلغائها تماشيًا مع زيادة مصاعب المعيشة، فقالت مروة خالد "20 سنة" إن الشبكة جزء أصيل من تقاليد الزواج في مصر، والتخلي عنه أمر وارد لكنه ليس مشروطا، فيمكن لزيجات كثيرة أن تتم بدون شبكة، والشبكة هى هدية العريس لعروسه وبدونها ربما يعتقد العريس أنه امتلك الفتاة دون عناء وتعب".
أما عن هبة أحمد، فقالت "كيف يتمسك البنات بالشبكة في هذا الوضع الذي تعيشه مصر كلها، إذا كانت مصر كلها محتاجة فلوس لكي تعبر أزماتها الضخمة كمشكلة الكهرباء والسلع الغذائية، فكيف للبنات أن تصر على أن يدفع الشباب كل ما يملك لكي يشتروا "شبكة ب 30 و40 ألف جنيه".
وقال الحج حمدى "65 سنة" "عندنا الشبكة فى مراكز بنى سويف تصل إلى 250 جرامًا و300 جرام، والمدينة تتعامل ب"المال" والشبكة لا تقل عن 25 ألف جنيه، هل من المعقول أن يقدم الشباب فى ظل هذا على الزواج، بالتأكيد لأ لأن الشاب هيجيب دهب ولا شقة ولا هيفرش بيته؟، يااااريت الأهل يكونوا رحماء شويه بالشباب وييسروا له الحلال".
وأكد الشيخ أحمد أحد أهالى بنى سويف أن الشرع طالب بعدم المغالاة فى المهور، مرحبًا بفكرة الزواج بدون ذهب للتخفيف عن الشباب وتسهيل الارتباط الشرعى، مؤكدًا أن الشرع لم يشترط ذهبًا فى الشبكة أو شكلًا معينًا فى المهر.
وعقب إعلان أول قرية في صعيد مصر داخل محافظة قنا تخلى الأهالى عن الذهب في شبكة الزواج، انطلقت دعوات مماثلة داخل محافظة بني سويف للتخلى عن الشبكة فى الزواج واستبدالها بهدية بسيطة أو بشبكة من الفضة، توفيرًا للنفقات وتسهيلًا على الشباب الراغب في الزواج، خاصة بعد ارتفاع أسعار الذهب.
وأطلق «اتحاد شباب ببا» جنوب بني سويف مبادرة بعنوان «من غير ذهب» لدعوة أهالي المركز للتخلي عن شراء الذهب في الشبكة وإرهاق الشباب بمبالغ طائلة خاصة بعد ارتفاع أسعاره.